168

Mufradat

مفردات ألفاظ القرآن‌

Investigator

صفوان عدنان الداودي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ

Publisher Location

الدار الشامية - دمشق بيروت

وقال غيره: جُبُلًّا جمع جِبِلَّة، ومنه قوله ﷿: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ [الشعراء/ ١٨٤]، أي: المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها، وسبلهم التي قيّضوا لسلوكها المشار إليها بقوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ [الإسراء/ ٨٤]، وجَبِلَ: صار كالجبل في الغلظ. جَبن قال تعالى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات/ ١٠٣]، فالجَبِينَان جانبا الجبهة، والجُبْن: ضعف القلب عمّا يحق أن يقوى عليه. ورجل جَبَان وامرأة جبان، وأَجْبَنْتُهُ: وجدته جبانا «١» وحكمت بجبنه، والجُبْنُ: ما يؤكل. وتَجَبَّنَ اللبن: صار كالجبن. جبه الجَبْهَة: موضع السجود من الرأس، قال الله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ ٣٥]، والنّجم يقال له: جبهة تصورا أنه كالجبهة للمسمّى بالأسد، ويقال لأعيان الناس جبهة، وتسميتهم بذلك كتسميتهم بالوجوه، وروي عن النبي ﷺ أنه قال: «ليس في الجبهة صدقة» «٢» أي: الخيل. جبى يقال: جَبَيْتُ الماء في الحوض: جمعته، والحوض الجامع له: جَابِيَة، وجمعها جَوَابٍ. قال الله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ [سبأ/ ١٣]، ومنه استعير: جبيت الخراج جِبَايَةً، ومنه قوله تعالى: يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ [القصص/ ٥٧]، والاجتباء: الجمع على طريق الاصطفاء. قال ﷿: فَاجْتَباهُ رَبُّهُ [القلم/ ٥٠]، وقال تعالى: وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا: لَوْلا اجْتَبَيْتَها [الأعراف/ ٢٠٣]، أي: يقولون: هلّا جمعتها، تعريضا منهم بأنك تخترع هذه الآيات وليست من الله. واجتباء الله العبد: تخصيصه إياه بفيض إلهيّ يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد، وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء، كما قال تعالى: وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ [يوسف/ ٦]، فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ [القلم/ ٥٠]،

(١) انظر: صفحة ٨٢ حاشية ١. [.....] (٢) الحديث عن عليّ بن أبي طالب أنّ النبيّ ﷺ قال: «ليس في الخضراوات صدقة، ولا في العرايا صدقة ولا في أقلّ من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة» . أخرجه الدارقطني، وفيه الصقر بن حبيب وأحمد بن الحارث، وكلاهما ضعيف. وله طرق أخرى، وقال البيهقي: وهذه الأحاديث يشدّ بعضها بعضا. انظر: سنن الدارقطني ٢/ ٩٥، والدر المنثور ٢/ ٥١.

1 / 186