166

Al-Mufaṣṣal fī ṣanʿat al-iʿrāb

المفصل في صنعة الإعراب

Editor

د. علي بو ملحم

Publisher

مكتبة الهلال

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٣

Publisher Location

بيروت

وقال تعالى: " وخضتم كالذي خاضوا ".
الذي أوسع استعمالًا من اللام:
ومجال الذي في باب الأخبار أوسع من مجال اللام التي بمعناه حيث دخل في الجملتين الأسمية والفعلية جميعًا، ولم يكن للام مدخل إلا في الفعلية، وذلك قولك إذا أخبرت عن زيد في قام زيد وزيد منطلق: الذي قام زيد، والذي هو منطلق زيد، والقائم زيد. ولا تقول الهو منطلق زيد. والإخبار عن كل اسم في جملة سائغ إلا إذا منع مانع. وطريقة الإخبار أن تصدر الجملة بالموصول وتزحلق الإسم إلى عجزها واضعًا مكانه ضميرًا عائدًا إلى الموصول. بيانه أنك تقول في الإخبار عن زيد في زيد منطلق: الذي هو منطلق زيد. وعن منطلق الذي هو زيد! هو منطلق. وعن خالد في قام غلام خالد: الذي قام غلامه خالد أو القائم غلامه خالد. وعن اسمك في ضربت زيدًا: الذي ضرب زيدًا أنا أو الضارب زيدًا أنا. وعن الذباب في يطير الذباب فيغضب زيد: الذي يطير فيغضب زيد الذباب أو الطائر فيغضب زيد الذباب. وعن زيد الذي يطير فيغضب زيد أو الطائر فيغضب زيد. ومما امتنع فيه الإخبار ضمير الشأن لاستحقاقه أول الكلام، والضمير في منطلق في زيد منطلق، والهاء في زيد ضربته. ومنه في السمن منوان منه بدرهم، لأنها إذا عادت إلى الموصول بقي المبتدأ بلا عائد. والمصدر والحال في نحو ضربي زيدًا قائمًا، لأنك لو قلت الذي هو زيدًا قائمًا ضربي أعملت الضمير، ولو قلت الذي ضربي زيدًا إياه قائم أضمرت الحال، والحال نكرة أبدًا والإضمار إنما يسوغ فيما يسوغ تعريفه.

1 / 185