7

Mufakhara

المفاخرة بين الماء والهواء (مطبوع ضمن كتاب المفاخرات والمناظرات)

Publisher

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

فعند ذلك ثار الهواء وله غبار، وصعد منبر الفخار، وقال: الحمد لله الذي رفع فلك الهواء، على عنصر التراب والماء، ونفخ في آدم من روحه وعلمه جميع الأسماء. أما بعد - فمن عز مني فقد اكتفى، ومن جهلني فسأبدو له بعد الغفا، أنا الهواء الذي أؤلف بين السحاب، وأنقل ريح الأحباب، وأهب تارة بالرحمة وأخرى بالعذاب، نصر الله بي محمدًا وصحبه الأمجاد، وأهلك الله بي قوم عاد، وأنا الذي تم بي ملك سليمان، وأجري الماء في خدمتي لكل مكان، وسيربي الفلك في البحر كما تسير العيش في البطاح، وأطار بي في الجو كل ذات جناح، وأنا الذي ألعب بالطرز فوق الغرر، كما ألعب بلحي الجبابرة من البشر، وأنا الذي يضطرب مني الماء اضطراب الأنابيب في القناة والشبان في الثعبان، وأنا الذي أميل قامات الأغصان، وأدنى عارض الغيث وعذار الآس من خد الشقيق وشارب الريحان، إذا صفوت صفا العالم وكان له نضرة وزهو، وإذا تكدرت انكدرت النجوم وتكدر الجو، لا أتلون مثل الماء، المتلون بلون الإناء، لولاي لما عاش كل ذي نفس، ولولاي ما طاب الجو من بخار الأرض الخارج منها بعد ما احتبس، ولولاي ما تكلم أدمي ولا صوت حيوان، ولا غرد طائر على غصن بان، ولولاي ما سمع قرآن ولا حديث، ولا عرف طيب المسموع والمشموم من الخبيث،

1 / 29