وقطع النور على ثلاث جهات إحداها أن يكون كوكب يريد الاتصال بكوكب أثقل منه وفي البرج الثاني من الخفيف كوكب فقبل أن يبلغ الخفيف إلى الاتصال بالثقيل يرجع الكوكب الذي في الثاني منه ويدخل برجه ويقارنه فيقطع نوره عن ذلك الكوكب الذي أراد الاتصال به وإذا كان ذلك الاتصال يدل على تمام شيء من الأشياء ثم كان حال الكوكبين هكذا من قطع نور أحدهما من صاحبه فإنه يدل على أنه يتهيأ لصاحب الحاجة إنسان لم يكن نابه له فيفسد حاجته ويقطعه عن الظفر بها والثانية أن يكون كوكب خفيف يتصل بكوكب أثقل منه وذلك الكوكب يدفع إلى كوكب ثقيل فقبل أن يبلغ الخفيف درجة الكوكب الذي هو أثقل منه يتصل ذلك الكوكب بالكوكب الثقيل ويجوز فيكون اتصال الخفيف بالثقيل ويبطل اتصاله بالأول وهذا يدل على أن الإنسان يجد في طلب الأمر الذي هو من دلالة طبيعة ذلك الكوكب ويحرص عليه حتى إذا شارف الظفر به فاته ذلك وعرض له غيره والجهة الثالثة أن يتصل الكوكب بكوكب سوى صاحب الحاجة أو يتصل به كوكب فينقل نوره إلى سوى صاحب الحاجة
والنعمة والمكافأة أن يكون الكوكب في بئره أو هبوطه فيتصل به كوكب أو يتصل هو بكوكب له مصادق أو من أرباب مثلثاته أو مزاعمي برجه أو يكون للدافع أو للقابل شهادة في برج نفسه فإنه يقتلعه ويخرجه من بئره أو هبوطه فلا يزال له النعمة عليه حتى يقع الكوكب الذي أنعم عليه في بئره أو هبوطه فيتصل به الآخر أو يتصل هو به فيخرجه من بئره أو هبوطه فيكون قد وفاه النعمة التي أنعمها عليه وكافأه على ذلك وربما سمي رب شرف برج الكوكب صاحب نعمته
Page 782