333

فإن قارن كوكب واحد عدة كواكب مخالفة الدرج وهو أخف منها فإنه يتصل بالأقرب فالأقرب إليه فإذا جاز الخفيف البطيء بدقيقة أو بأقل منها فقد انصرف عنه فإذا انصرف كوكب عن آخر بالمقارنة ولم يتصل بكوكب فإنه يكون أحدهما في طبيعة صاحبه ما داما في البرج الذي اقترنا فيه وأقوى ما يكون امتزاج طبيعتهما إذا كانا في حد واحد ولم يتباعدا بمقدار نصف جرم الأقل درجا فإذا خرج أحدهما من الحد الذي اقترنا فيه كان أضعف لممازجتهما وإذا كان مع ذلك تباعدهما أكثر من مقدار نصف جرميهما كان أضعف لامتزاج طبيعتهما وإن لقيه عند انصرافه عنه كوكب آخر قبل أن يخرج من الحد الذي كانا اقترنا فيه أو قبل أن يتباعد من الكوكب الأول بمقدار نصف جرم الأقل درجا فإن الكوكب الخفيف يكون في طبيعة الكوكبين وهما المنصرف عنه والمتصل به فإذا انصرف عن الكوكب الثاني بالجرم كانت حاله معه كحاله مع الكوكب الأول الذي كان انصرف عنه وإن اقترنت عدة كواكب وكانت في درجة ودقيقة واحدة أو كانت مقاربة الدرج فإنه يكون بعضها مشاركا لبعض بطبائعها ولا يزال كل واحد منها في قوة طبيعة الآخر حتى يتباعد عنه بمقدار نصف جرمه وإن كان اقترانهما في آخر البرج فإن قوة نصف جرميهما تكون في البرج الذي يتلوهما فإذا تحول الخفيف منهما إلى البرج الثاني فإنه لا يزال في طبيعة صاحبه حتى يتباعد عنه بمقدار نصف جرمه إلا أن هذا النحو من امتزاج طبائعهما ضعيف وربما كان عند المقارنة كلا الكوكبين راجعين أو يكون أحدهما راجعا والآخر مستقيما ويكون اتصال أحدهما بالآخر وانصرافه عنه بالرجوع

Page 766