322

إن للكواكب من أرباع الفلك ومن البيوت الاثني عشر أربع حالات الأولى أن يكون في أرباع الفلك المقبلة والزائلة والثانية أن يكون في بعض بيوت الفلك التي هي الأوتاد والثالثة أن يكون في البيت الذي يلي الوتد والرابعة أن يكون في البيوت الزائلة وكل كوكب إذا كان في موضع من البروج فإن لجرمه قوة عدد درج معلومة متقدمة له ومتأخرة عنه فقوة جرم الشمس خمس عشرة درجة أمامها ومثلها خلفها وقوة جرم القمر اثنتا عشرة درجة أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم زحل والمشتري كل واحد منهما تسع درجات أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم المريخ ثماني درجات أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم الزهرة وعطارد كل واحد منهما سبع درجات أمامه ومثلها خلفه الفصل الرابع في مقارنة الكواكب بعضها بعضا وممازجة كيفياتها وأيها أقوى وأضعف

إن كل كوكب من الكواكب السبعة له مقارنة مع غيره في بعض الأوقات وله نظر إلى بروج معلومة بعيدة منه فأما مقارنتها فإنما يكون بعضها مع بعض في برجها الذي هي فيه وربما قارنت أيضا بعض الكواكب الثابتة أو بعض السحابيات أو رأس أو ذنب جوزهر نفسه أو رأس أو ذنب جوزهر غيره أو تقارن شعاع بعض الكواكب أو بعض السهام أو الاثني عشريات وإنما يقال للكوكب إنه مقارن لبعض ما ذكرنا إذا كانا في برج واحد وأقوى لدلالة مقارنتهما إذا كان بين أحدهما وبين الآخر خمس عشرة درجة فما دونها أمامها أو خلفها ولأجرام الكواكب السبعة مقدار من القوة في مكانها قد ذكرناها في الفصل الذي قبل هذا فإذا كان عند مقارنة الكوكبين بين أحدهما وبين الآخر من الدرج مقدار نصف جرم كل واحد منهما أو أقل من ذلك متقدما له أو متأخرا عنه كان أظهر لدلالة مقارنة بعضها لبعض وإن كان أحدهما في درج قوة جرم الآخر والآخر غير مخالط لدرج قوة جرم ذلك الكوكب المقارن له كان أضعف لدلالتهما

Page 740