إن للكواكب من أرباع الفلك ومن البيوت الاثني عشر أربع حالات الأولى أن يكون في أرباع الفلك المقبلة والزائلة والثانية أن يكون في بعض بيوت الفلك التي هي الأوتاد والثالثة أن يكون في البيت الذي يلي الوتد والرابعة أن يكون في البيوت الزائلة وكل كوكب إذا كان في موضع من البروج فإن لجرمه قوة عدد درج معلومة متقدمة له ومتأخرة عنه فقوة جرم الشمس خمس عشرة درجة أمامها ومثلها خلفها وقوة جرم القمر اثنتا عشرة درجة أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم زحل والمشتري كل واحد منهما تسع درجات أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم المريخ ثماني درجات أمامه ومثلها خلفه وقوة جرم الزهرة وعطارد كل واحد منهما سبع درجات أمامه ومثلها خلفه الفصل الرابع في مقارنة الكواكب بعضها بعضا وممازجة كيفياتها وأيها أقوى وأضعف
إن كل كوكب من الكواكب السبعة له مقارنة مع غيره في بعض الأوقات وله نظر إلى بروج معلومة بعيدة منه فأما مقارنتها فإنما يكون بعضها مع بعض في برجها الذي هي فيه وربما قارنت أيضا بعض الكواكب الثابتة أو بعض السحابيات أو رأس أو ذنب جوزهر نفسه أو رأس أو ذنب جوزهر غيره أو تقارن شعاع بعض الكواكب أو بعض السهام أو الاثني عشريات وإنما يقال للكوكب إنه مقارن لبعض ما ذكرنا إذا كانا في برج واحد وأقوى لدلالة مقارنتهما إذا كان بين أحدهما وبين الآخر خمس عشرة درجة فما دونها أمامها أو خلفها ولأجرام الكواكب السبعة مقدار من القوة في مكانها قد ذكرناها في الفصل الذي قبل هذا فإذا كان عند مقارنة الكوكبين بين أحدهما وبين الآخر من الدرج مقدار نصف جرم كل واحد منهما أو أقل من ذلك متقدما له أو متأخرا عنه كان أظهر لدلالة مقارنة بعضها لبعض وإن كان أحدهما في درج قوة جرم الآخر والآخر غير مخالط لدرج قوة جرم ذلك الكوكب المقارن له كان أضعف لدلالتهما
Page 740