ثم الطبيعة الرابعة البلغم وهي بارد رطب وله من الجهات الشمال ومن الرياح الشمال ومن الأزمنة الشتاء ومن البروج الجدي والدلو والحوت ومن أرباع الفلك من وتد الأرض إلى الطالع ومن النهار والليل الربع الرابع ومن أسنان الإنسان الشيخوخة الفصل الثاني والثلاثون في علة أرباع اليوم الواحد والليلة الواحدة وساعاتها الأربع والعشرين
إنا لما أردنا معرفة فصول اليوم والليلة الواحدة احتجنا أن نحدهما ونحد السنة الواحدة أيضا لأن الأيام والليالي هي أجزاء السنة فإذا عرفنا حد السنة وفصولها تبين لنا فصول اليوم الواحد والليلة الواحدة لأنه إذا لزم الكل شيئا من الأشياء لزم الجزء مثله
فأما اليوم الواحد والليلة الواحدة فإنما هو من وقت طلوع الشمس علينا من الأفق المشرقي وإدارة الفلك الأعلى لها إلى أن يعيدها إليه والسنة الواحدة إنما هي من ابتداء حركة الشمس من بعض مواضع الفلك وقطعها للبروج الاثني عشر وعودها إلى موضعها الذي كانت فيه وهو على طبيعة الأركان الأربعة التي هي الهواء والنار والأرض والماء
فكما أن الأركان أربعة فكذلك فصول السنة الواحدة أربعة وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء فالربيع حار رطب على طبيعة الهواء والصيف حار يابس على طبيعة النار والخريف بارد يابس على طبيعة الأرض والشتاء بارد رطب على طبيعة الماء
وكما أن كل ركن من هذه الأركان الأربعة له ابتداء ووسط ونهاية فكذلك كل فصل من فصول السنة الواحدة له ابتداء ووسط ونهاية فيكون لكل فصل من فصول السنة ثلاثة أحوال والفصول أربعة فإذا ضربنا أحوال زمان الفصل الواحد وهي ثلاثة في فصول السنة الأربعة كان ذلك اثني عشر كل واحد منها يسمى شهرا فتصير السنة الواحدة اثني عشر شهرا كل ثلاثة أشهر منها على طبيعة فصل من الفصول السنة
Page 706