232

Mudkhal Kabir

Genres

وسنذكر تلك الدلالات في الكتب التي يحتاج إلى ذكرها فيها ولم يكن قصد الأوائل في ذكرهم هذه الصور على الحال التي ذكروها عليه إن في الفلك صورا مثلها في التخطيط والشكل والجسم حتى يطلع كل صورة منها بتلك الهيئة في كل وجه من وجوه البروج ولكنهم وجدوا لكل موضع من مواضع الفلك ولكل وجه من وجوه البروج خاصية في الدلالة على الأشياء الكائنة في هذا العالم ووجدوا عامة الناس يظنون أنه ليس لشيء من درج الفلك بذاته خاصية في الدلالة على شيء من الأشياء ئلا إلا أن تكون فيها صور فتدل تلك الصور بخاصيتها على تلك الأشياء فنسبت الأوائل دلالات مواضع الفلك ووجوه البروج إلى صور وأشياء زعموا أنها تطلع في وجوه البروج لتكون أقرب إلى فهم الناظر فيها وسموا تلك الصور بأسماء مختلفة وجعلوا لكل واحدة منها حالا خلاف حال الأخرى فأما بعض تلك الصور وحاله فإنها قريبة الاسم والحال من الأشياء الموجودة عندنا وبعضها بعيدة عنها عجيبة الاسم والخلقة والحال إذا تفكر فيها المتفكر وإنما جعلوا لها تلك الأسماء والحالات العجيبة ليكون بين أسماء صور الفلك وحالاتها وبين أسماء هذه الأشياء الموجودة عندنا وحالاتها فصل

وقد خالف بعض علماء أهل الناحية الواحدة غيرهم من علماء أهل الناحية الأخرى في خلق تلك الصور وأشكالها وحالاتها ووجدنا ذلك على ثلاثة أصناف وقد ذكرناها في كتابنا هذا وقد ذكر خواص من الأوائل أن في الفلك صورا وأشياء أ خر خلاف ما وصفنا وتكلموا عليها بكلام كثير على معنى الرمز فتركنا ذلك لأنه غير مشاكل لكتابنا هذا وإنما ذكرنا هاهنا من خلق الصور والأشياء التي تطلع في وجوه البروج ما يشاكل هذا الكتاب مما اتفق عليه علماء أحكام النجوم في كل زمان

Page 546