وإذا كان كذلك كان موازيا لدرجة المريخ وكان كل واحد منهما مفسدا لطبيعة صاحبه ناقصا عن نهاية دلالته وإنما معنى درجة شرف الكوكب موضع غاية إظهار طبيعته من ذلك البرج وبلوغه نهاية دلالته على السعادة فإذا أردنا أن نجعل لبعد ما بينهما درجا معلومة فاستدللنا عليه من قدر بعد الكواكب من الشمس لأنه على قدر بعدها منها يضاف إليها كثير من حالاتها فوجدنا كل كوكب يكون بينه وبينها أقل من اثنتي عشرة درجة يكون ضعيفا وبعضها ربما لم ير حتى يتباعد عنها اثنتي عشرة درجة فسمينا هذه الدرج قدر البعد ثم زدناه على مكان المريخ بمطالع الفلك المستقيم فوقع في الدرجة السابعة والعشرين ولو نقصناه لوقع في الدرجة الرابعة منه في موضع الزوال والضعف وكان مع ذلك يكون بطبيعته النحسة ذاهبا إلى موازاة السعد مفسدا له فزدناه عليه ليكون درجة الشرف في الموضع الذي يكون الكوكب فيه في الوتد مقبلا قو يا مظهرا لطبيعته
Page 486