188

Mudkhal Kabir

Genres

فأما الزهرة فإن طول رباطها سبع وأربعون درجة وإحدى عشرة دقيقة وإنه إذا زيدت هذه الدرج على أجزاء الشمس ونقصت من أجزاء القمر إلى وراء بلغ الثور والميزان وطول رباط المريخ ثمان وسبعون درجة وإنه إذا زيدت هذه الدرج على أجزاء الشمس ونقصت من أجزاء القمر بلغ الحمل والعقرب وطول رباط المشتري مائة وعشرون درجة وإنه إن زيدت هذه الدرج على أجزاء الشمس ونقصت من مكان القمر بلغ الحوت والقوس وطول رباط زحل مائة وست وثلاثون درجة وإن هذه الدرج إذا زيدت على أجزاء الشمس ونقصت من أجزاء القمر بلغ الجدي والدلو وقالوا إنما زدناه على أجزاء الشمس ونقصناه من مكان القمر لأن الشمس نهارية والقمر ليلي فزعم هؤلاء القوم أنه لهذه العلة جعلت هذه البروج بيوتا لهذه الكواكب

وهذا قول فاسد لأنهم إن كانوا عنوا بهذا الرباط درج تعاديلها فموجود أن تعاديل الكواكب العلوية إنما هي درج قليلة ورباطها فيما ذكر هؤلاء درج كثيرة متباينة التفاوت لدرج تعاديلها وإن كانوا إنما عنوا بها الدرج التي إذا كان مثلها بين الشمس والكواكب الخمسة تغيرت أشكالها إلى الرجوع أو الاستقامة فقد كان ينبغي أن يكون ذلك على قدر أوسط الدرج التي ترجع فيها الكواكب إذا كانت من الشمس على قدر ذلك البعد

ونحن نجد خلاف ذلك لأن زحل لا يرجع ولا يستقيم إلا إذا كان بينه وبينها أقل من تلك الدرج التي ذكروا بشيء كثير والمريخ لا يرجع ولا يستقيم إلا إذا كان بينه وبينها أكثر من تلك الدرج والمشتري والزهرة وعطارد ربما رجعوا واستقاموا وبينها وبين الشمس دون تلك الدرج وإن كان جعل الرباط على قدر غاية بعدها من الشمس فقد كان ينبغي أن يجعل رباط الكواكب العلوية كلها مائة وثمانين درجة وأيضا فكما جعلوا رباط الكوكبين السفليين على قدر درج تعاديلها فكذلك كان ينبغي أن يجعل رباط الكواكب العلوية على قدر درج تعاديلها ولكنهم إنما جعلوا هذه الدرج على قدر ما علموا إنه يقع في بعض المواضع من بيوتها فليست إذن علة بيوت الكواكب ما ذكروا

Page 444