175

Mudkhal Kabir

Genres

وأما القمر فإنه رطب سعد وإنما صار سعدا بتحريكه فصول السنة في الشهر الواحد وتقو يته للطبائع وهو برطو بته يوافق الليل فإذا كان في البروج الرطبة أو في البروج المؤنثة الليلية أو في البروج التي له فيها حظ صالح فإنه يظهر سعادته وكلما كثرت مشاكلته للحالات الموافقة له كان أكثر لسعادته وكلما قل ذلك كان أقل لسعادته فإن كان في مكان النهار أو في البروج الذكورة النهارية أو في هبوطه أو في وباله فإنه ينقص من سعادته وربما أعطى سعادات فاسدة إذا كان على مثل هذه الحال وإن كان مع هذه الدلالات الفاسدة له في بعض بيوت الفلك الرديئة مزاعمة فإنه يتحول عن سعادته إلى طبع النحوس ولأنه أكثر كواكب الفلك رطوبة والرطوبة وإن كانت من طبع الحياة والبقاء فإن الكثرة والإفراط في كل شيء هو من جنس الفساد ونظر التربيع والمقابلة خلاف فإذا اجتمع الخلاف والإفراط في بعض الكواكب في وقت واحد فعل فعل النحوس فالقمر بكثرة رطو بته ربما فعل من التربيع والمقابلة فعل النحوس من الفساد والتلف وهذا الكوكب دلالته على السعادة أكثر منها على النحوسة

فهذه حالات الكواكب في ذاتها ومكانها التي به تثبت على دلالاتها أو تضعف عنها أو تزيد فيها أو تنتقل منها إلى غيرها وربما تهيأ للكوكب الزيادة في السعادة والنحوسة لممازجته لبعض الكواكب لأن منها ما يسرع قبول طبائع السعود والنحوس الممازجة له ومنها ما يكون عسر القبول لها

فأما زحل فإنه بارد الطبع غليظ بطيء الحركة والركن البارد هو فاعل فإذا دل على شيء من الخير أو الشر ببعض حالاته في أصل المولد أو في وقت بعض الابتدائات وكان قو يا كان ذلك الشيء دائما ثابتا فإذا مازجه بعض الكواكب في غير ذلك الوقت مما يدل ممازجته على تغيير تلك الدلالة فإنه لا يتغير من دلالة الأصل إلا شيء يسير

وأما المشتري فإن طبيعته الحرارة المعتدلة وهو بطيء الحركة والحرارة ركن فاعل فإذا دل على شيء من الأشياء في بعض الابتدائات وهو قوي فإنه يكون ثابتا دائما فإن مازجه بعد ذلك كوكب مما يدل على خلاف تلك الدلالة فإنه لا يقبل منه إلا تغييرا قليلا

وأما المريخ فإنه سريع الحركة حار يابس والحرارة ركن فاعل واليبس ركن مفعول به فإذا دل على شيء من الأشياء في بعض الأوقات وهو قوي ثم مازجه بعد ذلك بعض السعود أو النحوس فإنه يقبل من ذلك الكوكب بعض التغيير وهو أسرع وأكثر قبولا للتغييرات من الكوكبين اللذين فوقه

Page 412