وأما القمر فإنه رطب سعد وإنما صار سعدا بتحريكه فصول السنة في الشهر الواحد وتقو يته للطبائع وهو برطو بته يوافق الليل فإذا كان في البروج الرطبة أو في البروج المؤنثة الليلية أو في البروج التي له فيها حظ صالح فإنه يظهر سعادته وكلما كثرت مشاكلته للحالات الموافقة له كان أكثر لسعادته وكلما قل ذلك كان أقل لسعادته فإن كان في مكان النهار أو في البروج الذكورة النهارية أو في هبوطه أو في وباله فإنه ينقص من سعادته وربما أعطى سعادات فاسدة إذا كان على مثل هذه الحال وإن كان مع هذه الدلالات الفاسدة له في بعض بيوت الفلك الرديئة مزاعمة فإنه يتحول عن سعادته إلى طبع النحوس ولأنه أكثر كواكب الفلك رطوبة والرطوبة وإن كانت من طبع الحياة والبقاء فإن الكثرة والإفراط في كل شيء هو من جنس الفساد ونظر التربيع والمقابلة خلاف فإذا اجتمع الخلاف والإفراط في بعض الكواكب في وقت واحد فعل فعل النحوس فالقمر بكثرة رطو بته ربما فعل من التربيع والمقابلة فعل النحوس من الفساد والتلف وهذا الكوكب دلالته على السعادة أكثر منها على النحوسة
فهذه حالات الكواكب في ذاتها ومكانها التي به تثبت على دلالاتها أو تضعف عنها أو تزيد فيها أو تنتقل منها إلى غيرها وربما تهيأ للكوكب الزيادة في السعادة والنحوسة لممازجته لبعض الكواكب لأن منها ما يسرع قبول طبائع السعود والنحوس الممازجة له ومنها ما يكون عسر القبول لها
فأما زحل فإنه بارد الطبع غليظ بطيء الحركة والركن البارد هو فاعل فإذا دل على شيء من الخير أو الشر ببعض حالاته في أصل المولد أو في وقت بعض الابتدائات وكان قو يا كان ذلك الشيء دائما ثابتا فإذا مازجه بعض الكواكب في غير ذلك الوقت مما يدل ممازجته على تغيير تلك الدلالة فإنه لا يتغير من دلالة الأصل إلا شيء يسير
وأما المشتري فإن طبيعته الحرارة المعتدلة وهو بطيء الحركة والحرارة ركن فاعل فإذا دل على شيء من الأشياء في بعض الابتدائات وهو قوي فإنه يكون ثابتا دائما فإن مازجه بعد ذلك كوكب مما يدل على خلاف تلك الدلالة فإنه لا يقبل منه إلا تغييرا قليلا
وأما المريخ فإنه سريع الحركة حار يابس والحرارة ركن فاعل واليبس ركن مفعول به فإذا دل على شيء من الأشياء في بعض الأوقات وهو قوي ثم مازجه بعد ذلك بعض السعود أو النحوس فإنه يقبل من ذلك الكوكب بعض التغيير وهو أسرع وأكثر قبولا للتغييرات من الكوكبين اللذين فوقه
Page 412