125

Mudkhal Kabir

Genres

والعلة الثانية التي تكون من علة طول مكث القمر فوق الأرض أن الليل إذا كان أطول من النهار فإن القمر إذن طلع بالليل وخاصة ما بين أول الليل إلى نصفه فإنه يكون في البروج الطو يلة المطالع فيكون لبثه فوق الأرض في الربع الشرقي فتدوم لذلك حركة الماء فلدوام حركته يكثر تحليل أجزائه وارتفاعه من عمق البحر إلى أعلاه فيكون ماء المد بالليل في زيادة الليل على النهار أقوى وأكثر من ماء مد النهار فأما إذا كان المد في هذا الوقت بالليل والقمر في الربع الثالث فيما بين المغرب إلى الرابع فإنه لا تكون قوة ماء المد فيه كقوة المد الذي يكون والقمر فيه فوق الأرض وكلما كان القمر في وقت المد في بروج طو يلة المطالع يطول فيها بقاؤه وكان ماء المد في ذلك الوقت أكثر وأغلب وأطول زمانا فصار الآن أقوى ما يكون ماء المد وأغلبه من هاتين العلتين اللتين ذكرناهما إذا كانت الشمس في القوس والجوزاء ئلا إلا أن الشمس إذا كانت في الجوزاء فإنه يكون ماء المد بالنهار أغلب وأقوى من مد الليل وإذا كانت الشمس في القوس فإنه يكون ماء المد بالليل أغلب وأقوى من ماء مد النهار وإذا كانت الشمس في أول الحمل وأول الميزان كان مد الليل والنهار متساو يين في القوة

فيتفق من هذه الجهة أن يكون حال قوة المد وضعفه واعتداله في السنة الواحدة التي تقطع فيها الشمس البروج الاثني عشر شبيه بما كنا ذكرناه من حال المد في كل شهر لأن قوة المد الذي يكون بالليل والشمس في القوس والقمر فوق الأرض هي شبيهة بقوة المد الذي يكون عند اجتماع الشمس والقمر وقوة المد الذي يكون بالنهار والشمس في الجوزاء والقمر فوق الأرض هي شبيهة بقوة المد الذي يكون والقمر في الامتلاء في مقابلة الشمس والمد الذي يكون والشمس في أول الحمل وأول الميزان هو شبيه بقوة المد الذي يكون في كل شهر والقمر في تربيعي الشمس أعني التربيع الأول والثاني

وكل شيء تقدم قولنا فيه من ذكر زيادة ماء المد من وقت إلى وقت أو نقصانه فليست تلك الزيادة ولا ذلك النقصان بمستوي القدر والكمية بل مختلف لأنه ربما زاد في بعض الأيام ماء المد شيئا من الأشياء ويزيد بعده أو قبله أكثر منه أو أقل وكذلك النقصان فاعلم ذلك

Page 304