112

بقاء الجيش البريطاني بالصحراء بين الرطبة والفلوجة وبالبصرة دون تقدم، أمر لا أرضاه، وأرى أنه يقوي الخصوم ودعايتهم. (8)

الحالة في سوريا تأتي بالدرجة الثانية بعد العراق. وإنني أرى الحكمة في سياسة حكومة جلالته بالنسبة إلى حليفتها السابقة فرنسا، ولكن أعتقد جازما بأن العملية التي قامت بها ضد أسطول فرنسا في وهران يجب أن تطبق حالا في سوريا. لذلك أرى أنه أولا يجب طلب كل دبابة وكل سيارة مصفحة في سوريا وكل طائرة، وتسليمها لجيش جلالته أو حجزها تحت ضغط قوات بريطانية، أو نقلها إلى بلد محايد كتركيا مثلا، على أن تبقى الإدارة في سوريا في أيديهم - أيدي الفرنسيين - وإذا لم يقبلوا فيجب الدخول إلى سوريا حالا، حيث من المقرر إعلان وحدة العراق وسوريا بتعضيد من الألمان. وإنه من المقرر جلب جنود ألمان بالطائرات وتسليم كل الأسلحة الفرنسية من آليه وغيرها إليهم، وحينئذ ينبغي على حكومة جلالته أن تعاني متاعب إيجاد قوة عظيمة هنا وفي فلسطين مثل قواتها على حدود ليبيا. (9)

يجب إعادة روح الصداقة في العراق وسوريا بين العرب والإنكليز حالا، بالقضاء على المتمردين، وفق ما شرح أعلاه. (10)

إنني منزعج لعدم وقوفي على الحالة السياسية والحركات العسكرية في حينها، ومنزعج لإمكان تغلغل الدعاية المعادية إلى بلادي إذا طال المدى. إنني في وضع عادي، أي كأنه وليس في الدنيا شيء، عاطل غير عامل لخير بلادي وأصدقائي. وربما يلاحظ أن شيوع مساعداتي تغضب ملكا من ملوك العرب، ولكن أرى أنه قد لا تكون هذه الملاحظة مفيدة في هذه الأوقات الحرجة. وإنني أطلب أن أكون سيد بلادي الأمين لحلفائي والقائم بوظيفتي قبل فوات الفرص. (11)

ليس لي ما أقوله في مسألة التحكيمات المقامة من إربد إلى سال، والأخرى في ناحية المفرق، غير ملاحظتي بأن المسافة بينهما عظيمة جدا ومن الممكن للعدو المفروض اجتياز ما بينهما ليلا. (12)

ألاحظ أن هذه التحكيمات لا تكون ضامنة النتيجة إلا إذا كان جبل الدروز في يد الجيش البريطاني؛ فإنه إذا كان هذا الجبل على حاله في أيديهم، ففي إمكان الأعداء دخول البلاد من شرقي المفرق فالزرقاء فوادي الأردن فضفاف الشريعة - إن شاء - أو من عمان أو من وادي الزرقاء ومنحدرات جبل عجلون. •••

ولما أخمدت فتنة العراق، وانهزم مثيروها الهوج، وعاد الملك والوصي إلى مقرهما تلقيت من سمو الوصي البرقية التالية:

حضرة صاحب السمو الملكي سيدي الأمير عبد الله المعظم - عمان

بحمد الله ورعايتكم انتهينا هذا اليوم من حل مشاكلنا وقد تألفت الوزارة برئاسة فخامة جميل المدفعي، وما أخرنا عن إرسال برقية إلا انتظارا لتصفية جميع الأمور لتكون البشرى التي أرفعها لسيدي كاملة، لأني أعلم كما يعلم غيري أن ما يعنينا يعنيكم أكثر من أي إنسان، وما ذلك إلا لحنوكم الأبوي وكونكم الأساس المتين الذي ترتكز عليه عائلتنا عند الشدائد والمحن، وليس من المستبعد أن نستنير بهدى من عركته الأيام وصقلته التجارب. وبالختام أتمنى لمولاي وللعرب جميعا أياما كلها عز وسؤدد.

عبد الإله

Unknown page