ورددت في غضب: لن ألبسه! ولمحت بوادر التمرد في عيني، فنظرت إلي في أسى وقالت: ساوي حاجبيك إذن.
ولم أنظر إليها، وقبل أن أفتح باب الصالون لأدخل، عبثت بأصابعي في شعر حاجبي فنكشتهما.
وسلمت على صديق أبي وجلست، ورأيت وجها غريبا مخيفا، له نظرة مدققة فاحصة تشبه نظرة جدتي.
وقال أبي: إنها أولى فرقتها هذا العام في الابتدائية.
ولم أر في عيني الرجل أي تعبير عن إعجاب بهذا الكلام، ورأيت نظراته الفاحصة تحوم حول جسدي وتستقر في النهاية على صدري، فوقفت مذعورة وخرجت من الحجرة أجري كأنما عفريت يطاردني.
وتلقتني أمي وجدتي على الباب بلهفة وشوق، وقالتا في نفس واحد: هيه، ماذا فعلت؟
وصرخت في وجهيهما صرخة واحدة، وجريت إلى غرفتي وأغلقت الباب علي، وذهبت إلى مرآتي أنظر إلى صدري.
كرهتهما! هذان البروزان! تلكما القطعتان الصغيرتان من اللحم اللتان تحددان مستقبلي! وددت لو أجتثهما من فوق صدري بسكين حاد!
ولكني لم أستطع. استطعت فقط أن أخفيهما، أن أضغط عليهما بمشد سميك ليبطهما. •••
هذا الشعر الطويل الثقيل، الذي أحمله فوق رأسي في كل مكان، يعطلني كل صباح، ويرهقني في الحمام، ويلهب رقبتي في الصيف.
Unknown page