يا شيخ! بلا كلام فارغ، والله لن يخرب البلد إلا أنتم.
6 أغسطس
وا أسفاه: اليوم آخر أيامنا مع معلمنا اللطيف مسيو أ.ل.
أحد صديقي يريد أن ينفصل عنا فلم يك بد من ترتيب جديد، وتسعة دروس لنا كثير، خصوصا وقد وقعنا على معلم جديد هو المسيو ه.ج. فلما أعلمنا المسيو أ.ل. بعزمنا ظهر على وجهه أثر الغيظ، وجعل ذلك يزداد حتى احتقن وجهه واحمرت عيناه، وكم كان جهاده عنيفا ليبقى معنا طول هذا الدرس حافظا صوابه.
وكل قليل تبدو له بارقه أمل فيسألنا من جديد إن كنا لا نزال على رأينا، ونرد عليه أنا متأسفين لذلك، فتسقط آماله ويرجع له ما كان به من الغيظ، حتى رأسه الأصلع هو الآخر يزداد احمرارا.
أخيرا انتهت الساعة وقام معنا، فلما كنا عند الباب أراد أن يحادثنا من جديد، ودل على ما عنده من الأمل أنه ابتدأ يحرك رجليه، ولكنه ما لبث أن عرف أن هذه هي اللحظة الأخيرة، حتى رد وداعنا بأن دفع الباب وراءنا بكل قوته، ونزلنا نحن على السلم ضاحكين، وهكذا انتهى وقتنا الجميل مع المسيو أ.ل. فوا أسفاه
10 أغسطس
في كل ناحية من نواحي باريس متاحف وآثار جميلة عظيمة، أكبر هذه الآثار قيمة في الحي اللاتيني: البانتيون.
وهو بناء شامخ ترتفع قبته في السماء تسعون مترا وتقوم على قواعد عظيمة ضخمة، وتحت هذه القبة وقواعدها وتحت الأرض القائم فوقها البناء ينام جماعة من عظماء الرجال.
لأول ما تدخل المكان تحس بهيبة تقابلك ثم تأخذ ببصرك نقوش الجدران، وإنك لترى من النقوش حيث كنت في باريس، في المتاحف والمعابد والكنائس والمنازل الخاصة وحيث تريد، وتحس لذلك إحساسا صحيحا أن باريس وطن الفنون الجميلة.
Unknown page