وانتهى المستر بكوك سريعا من شرح الحادث إلى حد ما، ولكنه في عودته إلى الفندق مع أصحابه، وجلوسه إلى نار مشبوبة، وعشاء هو أحوج ما يكون إليه، لم يقل شيئا، ولم تستطع ملاحظة واحدة من جانب أصحابه استخلاص قول منه، فقد بدا مذهولا سابح الخاطر شاردا، وإن التفت مرة أو مرتين إلى المستر واردل فقال: «كيف أتيت إلى هنا؟»
وأجاب واردل بقوله: «لقد أتينا أنا وتراندل إلى هنا طلبا للقنص، ووصلنا الليلة، ودهشنا عندما علمنا من خادمك أنك هنا أيضا.» وراح الشيخ يربت على ظهره وهو يقول: «وإني لمغتبط بلقائك، وسنستمتع برحلة بهيجة إلى الصيد في أول الموسم «سبتمبر»، ونهيئ لونكل فرصة أخرى، فما رأيك يا صاح؟»
فلم يحر المستر بكوك جوابا، بل لم يسأل عن أصدقائه في «دنجلي ديل»، ولم يلبث أن أوى إلى غرفته، وأمر سام بأن يحضر الشموع إذا هو دق الجرس له.
ودق الجرس في الوقت المناسب، ومثل المستر ولر في حضرة سيده.
وتطلع المستر بكوك إليه من تحت الأغطية قائلا: «يا سام.»
قال: «نعم يا سيدي.»
وسكت المستر بكوك لحظة، وأوقد المستر ولر الشمعة.
وعاد المستر بكوك ينادي قائلا: «يا سام.» كأنما يبذل مجهودا بالغا.
وأجاب المستر ولر مرة أخرى: «نعم يا سيدي.» - «أين هذا الرجل الذي يدعى تروتر؟» - «أتعني جوب يا سيدي؟» - «نعم.» - «ذهب يا سيدي.» - «أظن مع سيده؟» - «مع صاحبه أو سيده أو كائنا من يكون، لقد ذهب معه، لعنة الله عليهما معا يا سيدي.»
وقال المستر بكوك وهو يكاد يختنق: «لقد فطن جنجل إلى خطتي، فدس عليك ذلك المخلوق، واخترع لك تلك القصة، هذا هو رأيي.»
Unknown page