212

Mudhakkirat Pickwick

مذكرات بكوك

Genres

وعلى أية حال، لقد استطاع توم أن يطرد الرجل الطويل من الباب الأمامي بعد نصف ساعة من ذلك الموقف الذي جرى، وتزوج بالأرملة بعد شهر، واعتاد أن يطوف أرجاء الإقليم في عربته الطفلية اللون ذات العجلات الحمر، والفرس الشموس السريعة الخطى، حتى اعتزل العمل بعد ذلك بعدة سنين، وذهب إلى فرنسا مع زوجته، وانتهى الأمر بهدم ذلك البيت القديم على مر الأيام.»

وهنا قال ذلك الشيخ الفضولي: «هل تأذن لي في سؤالك: ماذا كان من أمر المقعد؟»

فأجاب التاجر الأعور قائلا: «لقد لوحظ عليه أنه بات يكثر من الصرير والطقطقة في ليلة الزفاف، ولكن توم سمارت لم يستطع أن يجزم هل كان ذلك منه تعبيرا عن فرحه، أو شكوى من ضعفه وإلحاح العلة عليه، وإن كان يحسب الثانية هي أقرب إلى الحقيقة؛ لأن المقعد لم يعد يتكلم بعد ذلك التاريخ.»

وقال الرجل الأشعث الأغبر وهو يعيد ملء قصبته: «وهل صدق كل إنسان هذه القصة، أو وجدت من يكذبها؟»

وأجاب التاجر المتجول: «لقد صدقها الجميع إلا خصوم توم، فقد قال فريق منهم: إنه اخترعها اختراعا. وقال آخرون: إنه كان سكران منزوفا، فتوهمها توهما، وأمسك بالسراويل خطأ قبل أن يذهب إلى النوم. ولكن الناس لم يأبهوا يوما بما قال أولئك الخصوم.» - «وهل قال توم إن كل ما فيها صحيح؟» - «بل كل كلمة من كلماتها.» - «وماذا قال عمك؟» - «كل حرف من حروفها.»

وعقب الرجل الأشعث الأغبر بقوله: «لا بد من أنهما كانا لطيفين.»

وأجاب التاجر الجوابة: «أي نعم، في منتهى اللطف فعلا.»

الفصل الخامس عشر

تصوير صادق لشخصين بارزين، ووصف دقيق لمأدبة فطور عامة في بيتهما وحديقتهما، وكيف أدت هذه المأدبة إلى لقاء صاحب قديم، وبداية فصل جديد ... ***

وبدأ ضمير المستر بكوك يؤنبه قليلا على إهماله في الأيام الأخيرة شأن صديقيه المقيمين في فندق «بيكوك»، وفيما هو يهم بالخروج للبحث عنهما في صبيحة اليوم الثالث عقب انتهاء الانتخاب، إذ جاء خادمه الأمين، فدس في يده بطاقة كتب عليها هذا الاسم:

Unknown page