قال وهو يهمس همسة مسرحية: «صه ... الغلام البطين ... ذو الوجه الطري كالفطير ... المستدير العينين ... الوغد الأثيم ...»
وهنا هز رأسه هزة معبرة، فاضطربت العمة العانس، وتولاها الوجل.
قالت وهي تحاول جاهدة اصطناع الهدوء: «أظنك تقصد جوزف يا سيدي؟»
قال: «نعم ... هو جو ذلك اللعين ... ذلك الكلب الضخم جو ... لقد أبلغ السيدة الكبيرة ... السيدة الكبيرة مغضبة ... حانقة ... هاذية ... العريشة ... طبمن يقبل ويحضن ... وكل الأشياء التي من هذا القبيل ... إيه ... يا سيدتي ... إيه!»
قالت: «إذا كنت قد أتيت إلى هنا يا مستر جنجل لتهينني ...»
وأجاب جنجل الصفيق: «لا إطلاقا ... بتاتا ... لقد سمعت القصة ... جئت لأحذرك من الخطر ... أقدم خدماتي ... لأمنع الثرثرة ... لا بأس ... ظنيها إهانة ... سأغادر الحجرة.»
واستدار كأنما يريد أن ينفذ وعيده.
فانفجرت العمة العانس باكية وهي تقول: «ماذا أفعل؟ إن أخي سيغضب، وسيشتد حنقه.»
وقال المستر جنجل: «بالطبع سيغضب ...» وتمهل هنيهة، ثم عاد يقول: «بل سيتهيج، ويحنق لعرضه.»
وصاحت العمة العانس في نوبة أخرى من اليأس: «أواه يا مستر جنجل، ماذا يمكن أن أقوله له؟»
Unknown page