وأغمض عينيه.
وغمغمت العانس تقول - ولما يمض على إغماضه أكثر من ثوان معدودات: «لقد تولاه النوم ... عزيزي ... عزيزي يا مستر طبمن.»
وإذا السيد طبمن يثب من مكانه صائحا: «أواه ... أعيدي على سمعي تلك الكلمات مرة أخرى ...»
فأجفلت السيدة وقالت وقد استولى عليها الحياء: «وهل سمعتها حقا؟»
قال: «نعم ... سمعتها ... هلا رددتها ... إن كنت تريدين أن أفيق فأعيديها على مسمعي.»
قالت: «صه! ... أخي قادم!»
وعاد المستر طبمن إلى استلقائه، ودخل السيد واردل مصطحبا طبيبا.
وفحص الطبيب الذراع، وضمد الجرح، وأعلن أنه يسير لا يذكر، فاطمأنت الخواطر وهدأت النفوس، وشرع القوم في إشباع شهواتهم إلى الطعام، وعادت أمارات الغبطة إلى وجوههم إلا السيد بكوك فقد لزم الصمت، وبدت الشكوك والريب تلوح على محياه، فقد زعزع هذا الحادث في نفسه الثقة بالمستر ونكل إلى حد كبير.
والتفت المستر واردل إلى هذا الصياد البارع، فسأله قائلا: «هل تعرف الكريكت؟»
ولو أن المستر ونكل سئل في أي وقت آخر هذا السؤال لكان رده بالإيجاب، ولكنه أحس بدقة الموقف، فقال في استحياء وتواضع: «كلا.»
Unknown page