308

في فنون البلاغة ، كالخطابي ، والرماني ، وابن سراقة ، وأمثالهم.

قيل : اول من دون في هذا العلم : ابو عبيدة بن مثنى ، المتوفي (211)، وكان من تلاميذ الخليل بن احمد ، وسمى كتابه بمجاز القرآن .

واول من هذب هذا العلم ودون فيه : عبد القاهر الجرجاني ، تلميذ صاحب بن عباد ، فألف فيه كتابيه : اسرار البلاغة ، ودلائل الاعجاز .

ثم السكاكي : فانه هذب قواعد هذا العلم غاية التهذيب ، في كتابه مفتاح العلوم فحرره ولخصه الخطيب القزويني ، وصنف متن هذا الكتاب ، وسماه كما تقدم : «تلخيص المفتاح».

ثم جاء التفتازاني ، فشرح التلخيص ، وسماه : «المطول» فوصل النوبة الينا ، فشرحنا المطول بما تراه وسميناه : بالمدرس الأفضل في شرح ما يرمز ويشار اليه في المطول اسأل الله التوفيق ، وان ينتفع به الطلاب والمشتغلين النفع الأتم الأكمل ، بحق محمد وآله المنتجبين لهداية الناس في الأول.

خامسها : انه من اي علم هو؟ ليطلب فيه ما يليق به ، اي : من اي جنس من اجناس العلوم.

كما يقال : ان علم البلاغة : من جنس العلوم اللغوية بالمعنى الأعم ، التي ترتقي الى اثني عشر علما.

قال في المثل السائر : البيانى والنحوي ، يشتركان في ان النحوي ، ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي وتلك دلالة عامة ، وصاحب علم البيان ، ينظر في فضيلة تلك الدلالة ، وهي دلالة خاصة ، والمراد بها : ان تكون الألفاظ على هيئة مخصوصة

Page 310