298

قيل : يجوز كسر الدال ، مع كونها باقية على معنى الباب من التعدية ، بناء على انها لما فيها من سبب التقدم ، كأنها تقدم نفسها او لافادتها الشروع بالبصيرة ، تقدم من يعرفها على من لا يعرفها.

(في بيان) امور ثلاثة ، الأول : (معنى الفصاحة والبلاغة ، و) الثاني : (انحصار) ما يسمى (علم البلاغة)، او ماله زيادة اختصاص بها ، (في علمي المعاني والبيان) فقط ، دون البديع.

(و) الثالث (ما يتصل بذلك ، مما ينساق اليه الكلام)، كبيان النسبة بين الفصاحة والبلاغة ، وبيان ما يرجع كل واحد منهما اليه ، ونحو ذلك مما ستعرفه.

(ومحصولها) اي : المقدمة ، وما يبين فيها : (ان تعرف على التحقيق والتفصيل غاية العلوم الثلاثة)، اي : علمى المعاني والبيان. والبديع.

(و) ان تعرف : (وجه الاحتياج اليها)، حتى يعلم : ان النظر في هذه العلوم ليس عبثا ، بل لها منافع ومصالح ، يحتاج الناس اليها ، فيميلون اليها ، لتحصيل تلك المنافع والغايات.

(والمقدمة : مأخوذة) اي : منقولة ، او مستعارة ، (من مقدمة الجيش)، الموضوعة (للجماعة المتقدمة منها)، اي : من الجيش.

(من قدم بمعنى : تقدم ،) وقد سبق بيان ذلك.

قيل : ليس المراد : انها منقولة او مستعارة من مقدمة الجيش ، لأنه لا معنى لنقل اللفظ المفرد او استعارته ، عن اللفظ المضاف ، اذ لا بد من اتحاد اللفظ فيهما : في المنقول عنه واليه ، وفي المستعار منه والمستعار له.

بل المراد : ان لفظ المقدمة مأخوذة من مقدمة الجيش ، مع

Page 300