164

والثالث من اوجهها : ان تكون اسما ، تقتضى جملتين.

تضاف الى اولاهما كما في المقام فان الجملة الاولى هنا : كان مع متعلقاتها.

والثانية : ما يأتى من قوله : «الفت مختصرا».

وهي حينئذ (ظرف بمعنى اذا) وقيل : والأحسن ان يقال : بمعنى (اذ) بدليل اختصاصها بالاضافة الى الجملة الماضوية.

وكيف كان تسمى حينئذ (حرف وجود لوجود) وقد يقال : (حرف وجوب لوجوب).

وذلك : لأنها تدل على ان الجملة الثانية ، وجدت عند وجود الاولى وهذا هو المراد بقوله : (تستعمل استعمال الشرط) اي تقتضي جملتين كأداة الشرط ، لا انها اداة شرط ، لأن الأداة انما هو القسم الأول منها ، الجازم للمضارع.

واستشكل على اسميتها وما ضويتها ، بنحو : «لما اكرمتني امس اكرمتك اليوم».

لأنها : اذا كانت اسما ظرفا لزمان الماضى ، فالعامل فيها الجواب ، والواقع في اليوم ، لا يكون في امس.

وهذا نظير ما استشكل في قوله تعالى : ( إن كنت قلته فقد علمته ) لأن الشرط لا يكون الا مستقبلا.

والجواب في المقامين : ان التقدير : (ثبت) اي : ثبت اني اكرمتك اليوم ، وثبت اني قلته.

وليعلم : (لما) هذه لا يكون الجملة الاولى فيها الا فعلا ماضيا ، لفظا ومعنى.

Page 166