Mucawiya Ibn Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Genres
10
فجعلت ذلك دبر أذني
11
وتحت قدمي، فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا، ومن كان مسيئا فلينزع عن إساءته، إني لو علمت أن أحدكم قد قتله السل من بغضي؛ لم أكشف له قناعا، ولم أهتك له سترا حتى يبدي لي صفحته، فإذا فعل لم أناظره.»
إلى أن قال واعدا بعد هذا الوعيد: «واعلموا أنني مهما قصرت عنه، فلست بمقصر عن ثلاث: لست محتجبا عن طالب حاجة منكم ولو أتاني طارقا بليل، ولا حابسا رزقا ولا عطاء، ولا مجمرا
12
لكم بعثا، فادعوا الله بالصلاح لأئمتكم؛ فإنهم ساستكم المؤدبون، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى تصلحوا يصلحوا، ولا تشربوا قلوبكم بغضهم؛ فيشتد لذلك غيظكم ويطول له حزنكم.»
ثم عاد إلى النذير والوعيد فاختتم خطابه قائلا: «... إن لي فيكم لصرعى كثيرة؛ فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاي.» •••
وقد أمر صاحب شرطته أن يخرج بعد صلاة العشاء وانقضاء هزيع من الليل، ثم لا يرى إنسانا إلا قتله، وجيء إليه يوما بأعرابي لم يقتله صاحب الشرطة لاشتباه أمره عليه، فسأله زياد: أما سمعت النداء؟ ... قال الأعرابي: لا والله، قدمت بحلوبة لي وغشيني الليل، وأقمت لأصبح، ولا علم لي بما كان من الأمير.
قال: أظنك والله صادقا ... ولكن في قتلك صلاح الأمة، وأمر به فضربت عنقه.
Unknown page