260

Muʿāwiya b. Abī Sufyān Amīr al-Muʾminīn wa-kātib waḥy al-nabī al-amīn ﷺ Kashf shubuhāt wa-radd muftariyāt

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Publisher

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Publisher Location

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Genres

وثَبَتَ أن النبيَّ ﵌ دعا لمعاوية فقال: «اللهمَّ عَلِّمْهُ الكِتابَ والحِسابَ، وقِهِ العَذاب». (رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني).
وأما عمرو بن العاص ﵁ فقد شهد له رسول الله ﵌ بالإيمان حيث قَالَ رَسُولُ اللهِ ﵌: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
ثانيًا: التنازل عن خراج «دارابجرد» للحسن بن علي:
زعم بعض المؤرخين أن معاوية تنازل للحسن بن علي ﵃ عن خراج (دارابجرد) وأن يعطيه مما في بيت مال الكوفة مبلغ خمسة آلاف ألف درهم مقابل تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وأن الحسن قد أخذ ما في بيت مال الكوفة ولكنه لم يستطع الحصول على خراج (دارابجرد) إذ إن أهل البصرة قد منعوه منه، ويزعمون أن ذلك كان بتحريض معاوية أو بمبادرة من البصريين (١).
إن هذه الرواية تغض من شأن الحسن ومعاوية معًا ﵄ وتجعلهما في موقف التواطؤ على أكل أموال المسلمين بالباطل، وهذا باطل ولا يصح.
ثالثًا: التوسع في إنفاق الأموال لتأليف القلوب واكتساب الأنصار:
ذكر المؤرخون أن معاوية ﵁ أنفق أموالًا كبيرة ليتألف بها قلوب الزعماء والأشراف ويوطد أركان الدولة الإسلامية التي قامت بعد فترات من الصراع والتطاحن.
فإن صح ذلك فإن إراقة بعض المال خير من إراقة كثير من دماء المسلمين. فلعله أعطى هؤلاء الرجال المال يستميل به قلوبهم، وقلوب أتباعهم وأنصارهم، ويعلي به مكانتهم ويسد خلة من وراءهم.
ولعله قد فهم من إعطاء الرسول ﵌ المؤلفة قلوبهم بعد فتح مكة ليستميلهم نحو الدين، أنه يجوز أن يعطي أمثال هؤلاء الرجال ليتألف قلوبهم ويضمن ولاءهم للدين والدولة حيث نصرة الدين وجمع شمل أهله.

(١) تاريخ الطبري (٦/ ١٦٥)، الدولة الأموية المفترى عليها (ص٤١٧).

1 / 278