131

Muassis Misr Haditha

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genres

21

وكلما مرت الأيام وتحسنت الأخلاق العامة قلت عقوبة الإعدام تدريجيا، حتى إن المخالفات الكبيرة كان يعاقب فاعلها بالأشغال في الأعمال العمومية التي تمت في عهد الباشا. وقد صدر في سنة 1830م أمر بحبس 25 موظفا من موظفي مصر الوسطى مع الأشغال الشاقة لمدة ستة أشهر،

22

وفي سنة 1833م أنذر الباشا مأموري المراكز بالعقاب إذا أرغموا موظفي الحكومة بحرث الأرض الواقعة في دوائر اختصاصاتهم،

23

وفي العام التالي، نظرا لأن إرهاق الدماء كان عملا مذموما في نفسه حظر على المديرين ومأموري المراكز إصدار حكم بالإعدام إلا بعد الحصول على إذن خاص من الباشا.

24

وقد صدر الأمر في سنة 1836م بإعدام أحد شيوخ القرى؛ إذ قامت البينة على أنه ضرب بلا مسوغ شخصا ضربا مبرحا أفضى إلى موته.

25

ولكن الضمان على عدم خروج الموظفين عن حدود وظائفهم لم يكن إلا بإسداء النصح ولا بإنزال العقاب الصارم، بل زيارة الأقاليم بين آن وآخر وتقصي أحوالها بدقة وعناية؛ ولذا لم يقصر الباشا في زيارتها زيارة منتظمة، وكثيرا ما كان يزورها ويتجول في أنحائها باحثا منقبا، وبخاصة عن حالة الحسابات ومسير الإدارة بوجه عام، بل كان كثيرا ما يتجول بمفرده بدون حراس؛ حتى يتمكن أحقر الناس من الدنو منه ورفع شكواه إليه رأسا، وقد كان من نتائج زيارة قام بها إلى السودان سنة 1839م أن أصدر أمره بعزل طائفة من الموظفين الجهلاء الخربي الذمة.

Unknown page