Muallafat Ibn Cabd Wahhab
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة
Investigator
عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب
Publisher
جامعة الإمام محمد بن سعود
Publisher Location
الرياض
فما ذكره المشركون على أني أنهي عن الصلاة على النبي أو أني أقول لو أن لي أمرا هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم أو أني أتكلم في الصالحين أو أنهي عن محبتهم فكل هذا كذب وبهتان افتراه علي الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس الذين يأمرون الناس ينذرون لهم وينحونهم ويندبونهم وكذلك فقراء الشياطين الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر رحمه الله وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم أن لا يعبدوا إلا الله وأن من دعا عبد القادر فهو كافر وعبد القادر منه بريء وكذلك من نخا الصالحين أو الأنبياء أو ندبهم أو سجد لهم أو نذر لهم أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد وكل إنسان يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر بل يقر به ويعرفه وأما الذي ينكره فهو بين أمرين إن قال إن دعو بالصالحين واستغاثتهم والنذر لهم وصيرورة الإسان فقيرا لهم أمر حسن ولو ذكر الله ورسوله أنه كفر فهو مصر بتكذيب الله ورسوله ولا خفاء في كفره فليس لنا معه كلام وإنما كلامنا مع رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ويحبما أحب الله ورسوله ويبغض ما أبغض الله ورسوله لكنه جاهل قد لبست عليه الشياطين دينه ويظن أن الإعتقاد في الصالحين حق ولو يدري أنه كفر يدخل صاحبه في النار ما فعله ونحن نبين لهذا ما يوضح له الأمر فنقول الذي يجب على المسلم أن يتبع أمر الله ورسوله ويسأل عنه والله سبحانه أنزل القرآن وذكر فيه ما يحبه ويبغضه وبين لنا فيه ديننا وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء فليس على وجه الأرض أحد أجب إلى أصحابه منه وهم يحبونهم على أنفسهم وأولادهم ويعرفون قدره ويعفرون أيضا الشرك والإيمان فن كان أحد من المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعاه أو نذر له أو ندبه أو أحد من الصحابة جاء عند قدبره بعد موته يسأله أو نيدب به أو يدخل عليه الالتجاء له عند القبر فاعفر أن هذا الأمر صحيح حسن ولا تطعني ولا غيري وإن كان إذا سألت إذا أنه صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن اعتقد في الأنبياء والصالحين وقتلهم وسباهم وأولادهم وأخذ أموالهم وحكم بكفرهم فاعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق والواجب على كل مؤمن اتباعه فيما جاء به وبالجملة فالذي أنكره الإعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره فإن كنت قلته من عندي فارم به أو من كتاب لقيته ليس علليه عمل فارمبه كذلك أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرف عنه لأجل أهل زمانه أو أهل بلده وأن أكثر الناس في زمانه اعرضوا عنه واعلم أن الأدلة على هذا من كلام الله وكلام رسوله كثيرة لكن أنا أمثل لك بدليل واحد ينبهك على غيره قال الله تعالى
﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾
الاية ذكر المفسرون في تفسيرها أن جماعة كانوا يعتقدون في عيسى عليه السلام وعزير فقال تعالى هؤلاء عبيدي كما أنتم عبيدي ويرجون رحمتي كماترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي فيا عباد الله تفكروا في كلام ربكم تبارك وتعالى إذا كان ذكر عن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دينهم الذي كفرهم به هو الإعتقاد في الصالحين وإلا فالكفار يخافون الله ويرجونه ويحجون ويتصدقون ولكنهم كفروا بالاعتقاد في الصالحين وهم يقولون إنا اعتقدنا فيهم ليقربونا إلى الله زلفى ويشفعوا لنا كما قال تعالى
﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾
وقال تعالى
﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾
فيا عباد الله إذا كان الله ذكر في كتابه أن دين الكفار هو الإعتقاد في الصالحين وذكر أنهم اعتقدوا فيهم ودعوهم وندبوهم لأجل أنهم يقربوهم إلى الله زلفى هل بعد هذا البيان بيان فإذا كان من اعتقد في عيسى ابن مريم مع أنه نبي من الأنبياء وندبه ونخاه فقد كفر فكيف بمن يعتقدون في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان الذي في الوادي والكلاب الأخر في الخرج وغيرهم في سائر البلدان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله وأنت يا من هداه الله لا تظن أن هؤلاء يحبون الصالحين بل هؤلاء أعداء @ 56 الصالحين وأنت والله الذي تحب الصالحين لأن من أحب قوما أطاعهم فمن أحب الصالحين وأطاعهم لم يعتقد إلا في الله وأما من عصاهم ودعاهم يزعم أنه يحبهم فهو مثل النصارى الذين يدعون عيسى ويزعون محبته وهو بريء منهم ومثل الرافضة الذين يدعون علي بن أبي طالب وهو بريء منهم ونختم هذا الكتاب بكلمة واحدة وهي أن أقول يا عباد الله لا تطيعوني ولا تفكروا واسألوا أهل العلم من كل مذهب عما قال الله ورسوله وأنا أنصحكم لا تظنوا أن الإعتقاد في الصالحين مثل الزنا والسرقة بله هو عبادة للأصنام من فعله كفر وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله تفكروا وتذكروا والسلام & 9 الرسالة التاسعة
Page 55