190

Muʾallafāt Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-ʿaqīda

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Editor

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود

Publisher Location

الرياض

إن تفضلتم بالسؤال فنحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو ونحن بخير وعافية جعلكم الله كذلك وأحسن من ذلك وأبلغوا لنا الوالد السلام سلمه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وغير ذلك في نفسي عليه بعض الشيء من جهلة المكاتيب لما حبسها عنا هجسنا فيه الظن الجميل ثم بعد ذلك سمعنا بعض الناس يذكر أنه معطيها بعض السفهاء يقرءونها على الناس وأنا أعتقد أيضا أن له غاية وعقلا وهو صاحب إحسان علينا وعلى أهلنا فلا ودى يعقبه بالأذى ويكدر هذه المحبة بلا منفعة في العاجل والآجل وأنا إلى الآن ما تحققت ذلك وهوجس فيه بالهاجوس الجيد وذكر أيضا عنه بعض الناس بعض الكلام الذي يشوش الخاطر فإن كان يرى أن هذا ديانة ويعتقده من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأنا ولله الحمد لم آت الذي أتيت بجهالة وأشهد الله وبملائكته أنه إن أتاني عنه أو ممن دونه في هذا الأمر كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين وأترك قول كل إمام اقتديت به حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يفارق الحق فإن كانت مكاتيب أولياء الشيطان وزخرفة كلامهم الذي أوحي إليهم ليجادل في دين الله لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه غرته وأصغت إليه أفئدتكم لما ذكروا لي حجة بما فيها أو كلها أو في غيرها من الكتب مما تقدرون عليه أنتم ومن وافقكم فإن لم أجاوبه عنها جواب فاصل بين العلم كل من هذاه الله أنه الحق وأن تلك هي الباطل فأنكروا علي وكذلك عندي من الحجج الكييرة الواضحة ما لا تقدرون أنتم ولا هم أن تجيبوا عن حجة واحدة منها وكيف لكم بملاقاة جند الله ورسوله وإن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة ومن أشهرهم وأغلظهم كلام الإمام أحمد كلهم على هذا الأمر لم يشد عنه رجل واحد ولله الحمد ولم يأت عنهم كلمة واحدة أنهم أرخصوا لمن لم يعرف الكتاب والسنة في أمركم هذا فضلا عن أن يوجبوه وإن زعمتم أن المتأخرين منكم فهؤلاء سادات المتأخرين وقادتهم ابن تيمية وابن القيم وابن رجب عندنا له مصنف مستقل في هذا ومن الشافعية الذهبي وابن كثير وغيرهم وكلامهم في إنكار هذا أكثر من أن يحصر وبعض كلام الإمام أحمد ذكره ابن القيم في الطرق الحكمية فراجعه ومن أدلة شيخ الإسلام

﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله

الاية فقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة بعده بهذا الذي تسمونه الفقه وهو الذي سمماه الله شركا واتخاذهم أربابا لا أعلم بين المفسرين في ذلك اخلافا والحاصل أن من رزقه الله العلم يعرف أن هذه المكاتيب التي أتتكم وفرحتم بها وقرأتموها على العامة من عند هؤلاء الذين تظنون أنهم علماء كما قال تعالى

﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا

إلى قوله

﴿ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة

لكن هذه الآيات ونحوها عندكم من العلوم المهجورة بل أعجب من هذا أنكم لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله ولا تنكرون هذه الأوثان التي تعبد في الخرج وغيره التي هي الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم وأنا لا أقول هذا & 4 الرسالة الأربعون

Page 278