143

Muʾallafāt Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-ʿaqīda

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Editor

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود

Publisher Location

الرياض

فيقول العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن إن أول واجب على كل ذكر وأنثى معرفة شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أرسل الله بها جميع رسله وأنزل لأجلها جميع كتبه وجعلها أعظم حقه على عباده كما ذكرنا الله لنا في كتابه وعلى لسان رسوله في مواضع لا تحصى منها قوله تعالى

﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون

وقال تعالى

﴿ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون

وقال

﴿فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة

الآية وقد أمر الله عباده بالاستجابة لهذه الكلمة فقال

﴿استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير

وتوعد سبحانه أفضل الخلق وأكرمهم سيد ولد آدم والنبيين قبله علي مخالفتها فقال

﴿ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين

فكيف بغيرهم من سائر الخلق وقال تعالى

﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

فمن نصح نفسه وأهله وعياله وأراد النجاة من النار فليعرف شهادة أن لا إله إلا الله فإنها العروة الوثقى وكلمة التقوى لا يقبل الله من أحد عملا إلا بها لا صلاة ولا صوما ولا حجا ولا صدقة ولا جميع الأعمال الصالحة إلا بمعرفتها والعمل بها وهي كلمة التوحيد وحق الله على العبيد فمن أشرك مخلوقا فيها من ملك مقرب أو نبي مرسل أو ولي أو صحابي وغيره أو صاحب قبر أو جني أو غيره أواستغاث به أو استعان به فيما لا يطلب إلا من الله أو نذر له أو ذبح له أو توكل عليه أو رجاه أو دعاه دعاء استغاثة أو استعانة أو جعله واسطة بينه وبين الله لقضاء حاجته أو لجلب نفع أو كشف ضر فقد كفر كفر عباد الأصنام القائلين

﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

القائلين 6

﴿هؤلاء شفعاؤنا عند الله

كما ذكر الله عنهم في كتابه وهم مخلدون في النار وإن صاموا وصلوا وعملوا بطاعة الله الليل والنهار كما قال تعالى

﴿إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين

الآية وغيرها من الايات وكذلك من ترشح بشيء من ذلك أو أحب من ترشح له أو ذب عنه أو جادل عنه فقد أشرك شركا لا يغفر ولا يقبل ولا تصح منه الأعمال الصالحة الصوم والحج وغيرها

﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به

ولا يقبل عمل المشركين وقد نهى الله نبيه وعباده عن المجادلة عمن فعل ما دون الشرك من الذنوب @ 194 بقوله

﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم

الآية فكيف بمن جادل عن المشركين وصد عن دين رب العالمين فالله الله عباد الله لا تغتروا بمن لا يعرف شهادة أن لا إله إلا الله وتلطخ بالشرك وهو لا يشعر فقد مضى أكثر حياتي ولم أعرف من أنواعه ما أعرفه اليوم فلله الحمد على ما علمنا من دينه ولا يهولنكم اليوم أن هذا الأمر غريب فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ واعتبروا بدعاء نبينا إبراهيم عليه السلام بقوله في دعائه

﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس

ولولا ضيق هذه الكراسة وأن الشيخ محمد أجاد وأفاد بما أسلفه من الكلام فيها لأطلنا الكلام وأما الاتحادي ابن عربي صاحب النصوص المخالف للنصوص وابن الفارض الذي لدين الله محارب وبالباطل للحق معارض فمن نمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا وانحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين فإن ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهم كثير من العلماء العاملين فهولاء يقولون كلاما أخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله فإن لم يتب إلى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية إن كان ذا ولاية من إمامة أو غيرها فإن صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره فإن قال جاهل أرى عبد الله نوه يتكلم في هذا الأمر فيعلم أنه إنما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك علي وعلى غيري لقوله تعالى

﴿وجاهدوا في الله حق جهاده

إلى ن قال

﴿ملة أبيكم إبراهيم

وصلى الله على محمد واله وسلم & 7 الرسالة التاسعة والعشرون

توجد في

1 المخطوطة ص 83 84

2 المصورة ص 39

3 الدرر السنيه ج 1 ص 60 61

Page 195