134

Muʾallafāt Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-ʿaqīda

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Editor

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود

Publisher Location

الرياض

وأما كلام المالكية فقال أبو بكر الطرطوشي في كتاب الحوادث البدع لما ذكر حديث الشجرة ذات أنواط فانظروا رحمكم الله أين ما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرءوالشفاء لمرضاهم من قبلها فهي ذات أنواط فاقطعوها وذكر حديث العرباض بن سارية الصحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة قال في البخاري عن أبي الدرداء أنه قال والله ما أعرف من أمر محمد شيئا إلا أنهم يصلون جميعا وروى مالك في الموطأ من بعض الصحابة أنه قال ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة قال الزهري دخلت على أنس بدمشق وهو يبكي فقال ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت قال الطرطوشي رحمه الله فانظروا رجمكم الله إذا كان في ذلك الزمن طمس الحق وظهر الباطل حتى ما يعرف من الأمر القديم إلا القبلة فما ظنك بزمانك هذا والله المستعان

وليعلم الواقف على هذا الكلام من أهل العلم أعزهم الله أن الكلام في مسألتين

الأولى أن الله سبحاهه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم لإخلاص الدين لله لا يجعل معه أخدا في العبادة والتأله لا ملك ولا نبي ولا قبر ولا حجر ولا شجر ولا غير ذلك وأن من عظم الصالحين بالشرك بالله فهو يشبه النصارى وعيسى عليه السلام بريء منهم

والثانية وجوب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك البدع وإن اشتهرت بين أكثر العوام وليعلم أن العوام محتاجون إلى كلام أهل العلم من تحقيق هذه المسائل ونقل كلام العلماء فرحم الله من نصر الله ورسوله ودينه ولم تأخذه في الله لومة لائم والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم & 5 الرسالة السابعة والعشرون

Page 180