Muʾallafāt Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-ʿaqīda
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة
Investigator
عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب
Publisher
جامعة الإمام محمد بن سعود
Publisher Location
الرياض
فإنه قد جرى عندنا فتنة عظيمة بسبب أشياء نهيت عنها بعض العوام من العادات التي نشؤوا عليها وأخذها الصغير من الكبير مثل عبادة غير اله وتوابع ذلك من تعظيم المشاهد وبناء القباب على القبور وعبادتها واتخاذها مساجدم وغير ذلك مما بينه الله ورسوله غاية بيان وأقام الحجة وقطع العذرة ولكن الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فلما عظم العوام قطع عاداتهم وساعدهم على إنكار دين الله بعض من يدعي العلم وهور من أبعد الناس عنه إذ العالم من يخشى الله فأرضى الناس يسخط الله وفتح للعوام بالب الشرك بالله وزين لهم وصدهم عن إخلاص الدين لله وأوهمهم أنه من تنقيص الأنبياء والصالحين وهذا بعينه هو اذي جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن عيسى عليه السلام عبد مربوب وليس له من الأمر شيء قالت النصارى إنه سب المسيح وأمه وهكذا قالت الرافضة من عرف حقوق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم ولم يعل فيهم رموه بعض أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهكذا هولاء لما ذكرت لهم ما ذكره الله ورسوله وما ذكره أهل العلم من جميع الطوائف من الأمر بإخلاص الدين لله والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا في اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله قالوا لنا تنقصم الأنبياء والصالحين والأولياء والله تعالى ناصر لدينه ولو كره المشركون وها أنا أذكر مستندي في ذلك من كلام أهل العلم من جميع الطوائف فرحم الله من تدبرها بعين البصيرة ثم نصر الله ورسوله وكتابه ودينه ولم تأخذه في ذلك لومة لائم
فأما كلام الحنابلة فقال الشيخ تقي الدين رحمه الله لما ذكر حديث الخوارج فإذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ممن قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق أيضا وذلك بأمور منها الغلو الذي ذمه الله تعالى كالغلو في بعض المشائخ كالشيخ عدي بل الغلو في علي بن أبي طالب بل الغلو في المسيح ونحوه فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يدعوه مندون الله بأن يقول يا سيدي فلان أغثني أو أجرني أو أنت حسبي أو أنا في حسبك فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل فإن الله أرسل الرسل ليعبد وهحده لا يجعل معه إله آخروالذين يجعلون مع الله آلهة أخرى مثل الملائكة أو المسيح أو العزير أو الصالحين أو غيرهم لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق وإنما كانوا يدعونهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فبعث الله الرسل تنهى أن يدعى أحد من دون الله لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة انتهى وقال في الإقناع في أول بال حكم المرتد أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فهو كافر إجماعا
Page 177