منهج الاعتدال
منهج الاعتدال
Publisher
دار التابعين بالرياض
Publisher Location
٢٠٠٢
Genres
وقد يتساءل العاقل، عن سر غفلة هؤلاء عن هذه العظائم، هل هو لاشتغالهم بعلم النقد والترصد، وتجريح العباد عن معرفة أحوال الناس؟ أو لاعتزالهم الناس؟ فلا يدرون حقيقة ما يجري على الساحة من البلاء بسبب سوء الأخلاق، أو لفقدانهم هم الأخلاق، أم لأمر آخر؟ ! (١)
ولأجل هذا كان شيخنا يكرر: "أصيبت أمتنا الإسلامية في عقيدتها، وأصيب السلفيون في أخلاقهم".
(١) وأما قولي: «فالأخلاق تلازم التوحيد كتلازم الماء للشجرة» فلا يلزم منه تكفير من فقد الأخلاق، كما قال الناقد، وذلك لتصريحي في كثير من المواضع بمذهب أهل السنة والجماعة إجمالًا وتفصيلًا، وأنهم لا يكفرون بذنب، وأنه مهما ساء خلق المرء، فهو لا يعدو أن يكون ذنبًا لا يكفر صاحبه. فلماذا هذا التشنيع والتطبيل؟ ومع ذلك فقطعًا لمرض الإلزامات غير الملزمة، وسدًا لباب الترصدات، سوف أغيِّر التعبير فلتقر عينك، وليهدأ بالك، ولكن؛ من الذي يدري أنك ستأتي بلازم من اللوازم التي لا تخطر على البال.
ثم إن الأصل إرسال الترصدات إلى صاحبها - إذا طلبها - ليجيب عنها قبل نشرها بين الناس .. وهذا من التواصي بالحق الذي أمرنا به الله ﴿وتواصوا بالحق﴾ ولا يجوز أن يكون انتقاد المسلمين من باب التشفي والفضح، ولكن ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره﴾.
أما كان الأفضل يا أخي أن تقول: يا أخ عدنان - إن كنت لا تزال تراني أخًا - أرجو توضيح العبارة خشية أن تفهم عنك فهمًا خاطئًا، أليس هذا أفضل من الردود والسقوط في القيل والقال، والاشتغال بذلك عما هو أنفع؟
1 / 183