171

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

Publisher

دار التابعين بالرياض

Publisher Location

٢٠٠٢

Genres

كانتقاد الإسلام والمسلمين، وإذا انتُقِد بعض الصحابة، فهل يعني هذا، انتقاد الرسول ﷺ، أو انتقاد الإسلام؟ !
ومنهم من يظن أن السلفيين في مقام العصمة، وأن نصحهم يعني الطعن بهم، ولا شك أنهم خيرة الناس لتوحيدهم واتباعهم، ولكن هذا لا يعني عصمتهم، فهم من المسلمين، وفيهم ما فيهم، وليسوا هم بأعز -عند الله وعند الناس- من الصحابة، وقد قال الله فيهم: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران: (١٥٢)].
وقال ﷺ لمعاذ: «أفتان أنت يا معاذ» [البخاري (٥٧٧٥) ومسلم (٤٦٥) عن جابر بن عبد الله].
وقال ﷺ مخاطبًا الصحابة والمسلمين من بعدهم: «إن منكم منفرين ...» سبق تخريجه.
فهل قصد بذلك أبا بكر وعمر، أم قصد من ينفر، سبحان الله! وكذلك كان قصدي من عباراتي في نصح السلفيين، كقولي: منهم من يفقد الحكمة، أو كسالى، أو عبارات نحوها لا أذكرها الآن، وذلك تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: (١٥٢)].
فما بال بعضهم لا يعرف العدل والإنصاف؟
هذا ولم يمنع شيخَ الإسلام مانعٌ، أن يذكر سلبيات أهل الحديث، تحقيقًا للعدل والإنصاف، وبيانًا للحق ونصحًا فيه، قال ﵀: "ثم إنهم -أي أهل الحديث- بهذا المنقول الضعيف، والمعقول السخيف، قد يُكفّرون ويُضللّون، ويُبَدّعون أقوامًا من أعيان الأمة ويجهلونهم، ففي بعضهم من التفريط في الحق، والتعدي على الخلق، ما قد يكون بعضه خطأ مغفورًا، وقد يكون منكرًا من القول وزورًا، وقد يكون من البدع والضلالات، التي توجب

1 / 174