Misr Khadiwi Ismacil
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Genres
ولنقل مصر إلى البيئة الجديدة المرغوب فيها عمل ما يأتي:
أولا:
نظم البلاد إداريا على النمط الغربي.
ثانيا:
أنشأ من أبناء البلاد جيشا زاهرا وبحرية عامرة مدربين على الطريقة الغربية، بالرغم من صعاب كانت الواحدة منها كافية لفل الحديد ودك الجبل.
ثالثا:
جدد بجدة المعارف، بتغييره برنامج التعليم وطريقته وفتح ميدانا جديدا للعلم أدخل الأمة فيه قسرا، فأنشأ المدارس المختلفة تترى: ابتدائية وثانوية وعالية متنوعة، وأدخل فيها التلامذة والطلبة رغم أنوفهم وأنوف أهلهم، وعلمهم فيها العلوم الوضعية الغربية على يد أساتذة أكفاء أتى بهم من بلاد الغرب، وأرسل البعثات تلو البعثات إلى المعاهد العلمية في أوروبا لا لكي تقتبس علوم الأمم الغربية وفنونها فحسب، بل ليتخرج منها أساتذة يعلمون تلك العلوم لمواطنيهم بعد عودتهم إلى بلادهم.
ثم أضاف إلى تجديد بجدة المعارف إقامة المعامل والمصانع في طول البلاد وعرضها ليتمكن القطر من ترويج المصنوعات على الطراز الغربي في داخليته - لاعتقاد (محمد علي) أن تغيير معالم المادية يساعد كثيرا على تغيير معالمها المعنوية - ومن الاستغناء عن الواردات الأجنبية .
رابعا:
غطى وجه القطر بالأشغال والأعمال المفيدة وسخر فيها الأيدي تسخيرا؛ ولولا ذلك ما اشتغلت ولا تمت تلك الأعمال، فأقام السدود وقوى الجسور وبنى ما رأى بناءه منها واجبا؛ وعزز القناطر واحتفر الترع العديدة وأقام عليها القناطر الحاجزة المسهلة للري؛ وابتنى الترسانة والأحواض لتصليح السفن؛ وشيد القناطر الخيرية الكبرى - وهي معجزة أعماله - وأقام الحصون والقلاع؛ وأنشأ القصور والسرايات، واختط الشوارع؛ وهلم جرا، من الأعمال العظيمة التي غيرت وجه القطر تغييرا محسوسا.
Unknown page