Tārīkh Miṣr fī ʿahd al-Khidīw Ismāʿīl Bāshā
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Genres
واعتنى كذلك بأمر الأوقاف اعتناء حكيما، وبقي في المنصب إلى أن سقطت الوزارة النوبارية.
فلما شكل رياض باشا وزارته الأولى جعل ديوان الأشغال العمومية ديوانا مستقلا، وعهد به إلى علي مبارك باشا، فقسم أعماله ثلاثة أقسام: التحريرات والمحاسبة، وعمل التصميمات لما يلزم تجديده من الأعمال، ويتبعه فرقة مهندسين لعمل الرسومات، والموازين وأعمال القاهرة ومدن القطر، وذلك غير الملحقات مثل: قلم الزراعة، وقلم المصلح، ومصلحة الانجرارية، وقلم القضاء.
وقسم مصلحة الهندسة خمسة أقسام، لكل قسم مفتش، وجعل جميع أعمال الهندسة تحت إدارة وكيل الديوان، وقسم الأعمال على عدة سنين، وأجراها بهمة فائقة، وشرع في بناء سلخانة القاهرة، واسبتالية القصر العيني، ومدرسة الطب، واتفق مع شركة مياه القاهرة على توصيل المياه إلى حلوان، ونظمت الحمامات التي بها ، وجعل لها طبيب ومأمور، وزيد في القاهرة عدد فوانيس الغاز ... إلخ إلخ، مما لا داعي لذكره هنا، لأنه عمل في غير عهد (إسماعيل).
وبقي علي مبارك باشا ناظرا على الأوقاف في وزارة شريف باشا سنة 1883، ولكنه تخلى عن المنصب في وزارة نوبار الثانية، وعاد فعين ناظرا للمعارف في وزارة رياض باشا الثانية في يولية سنة 1888، ففتحت في مدته المدارس الأهلية الحاضرة في المدن والأقاليم ... إلخ.
وفي سنة 1311/سنة 1893 - وكان قد تخلى عن منصبه بعد سقوط الوزارة - سافر إلى بلده لتفقد حال زراعته وإصلاحها، وكانت قد بارت لانشغاله عنها في المصالح العامة، فأدركه هناك مرض في المثانة كان سببا في عودته إلى مصر، فعولج فلم ينجع الدواء.
وأدركه الأجل بمصر في منزله بالحلمية في 14 نوفمبر سنة 1893، فأمرت الحكومة بالاحتفال بجنازته أعظم احتفال، وأقفلت عموم المدارس حدادا على أبيها، ثم جمع خريجو دار العلوم فيما بينهم ورسموا له صورة بالزيت على القماش، وصنعوها في مدرستهم باحتفال عظيم، وفتحت لجنة في العاصمة اكتتابا عموميا لإقامة أثر تاريخي له، وقد أطلقت وزارة الأشغال اسمه على أحد الشوارع الفسيحة في القاهرة بجهة الحلمية الجديدة.
أما صفاته وأخلاقه، فقد تبينتها أيها القارئ اللبيب من خلال سطور ترجمته.
وأما رياض باشا
9 - وقد قال المقتطف عنه إنه ابن ناظر الضربخانة المصرية، وذهب آخرون إلى أنه يهودي أزميري من أسرة معروفة يقال لها أسرة الوزان - فقد ولد في سنة 1250 هجرية، ودخل في خدمة الحكومة المصرية بوظيفة مبيض في مجلس العموم بديوان المالية في 11 صفر سنة 1264، بماهية قدرها 145 قرشا صحيحا، ولاحت عليه مخائل النجابة وملامح الاستعداد، فارتفعت ماهيته بعد ستة شهور إلى 193 قرشا صحيحا و13 بارة، وكانت هذه الزيادة في نظير تكليفه بعمل آخر وهو قيد الخلاصات.
ثم ألغي ذلك المجلس في 10 ربيع الأول سنة 1265، ولكن رياض توصل بعد شهرين ونصف للدخول في المعية السنية للتبييض والقيد بماهيته عينها. وفي سنة 1266 انتظم في سلك عساكر الموسيقى برتبة ملازم، فقام بهذه الخدمة الجديدة خير قيام، جعله أهلا لنيل رتبة اليوزباشي بعد شهرين اثنين، ثم ارتقى إلى رتبة الصاغقولاغاسي، ثم إلى رتبة البكباشي في بحر سنتين، كل ذلك في خدمة الموسيقى العسكرية.
Unknown page