230

Misr Khadiwi Ismacil

تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا

Genres

تسليحه الجيش المصري ببنادق من الطراز الحديث، بدل إبقائه مسلحا بالبنادق القديمة، أسوة بالجيش العثماني.

خامسا:

عقده قروضا باسمه، بدون استشارة تركيا واستئذانها.

سادسا:

إضافته ثلاث فرقاطات مصفحة إلى أسطوله الحربي لتعزيزه تعزيزا يخشى منه على سلامة الدولة العلية.

سابعا:

وأخيرا تجنبه، عمدا، مقابلة السفراء العثمانيين في العواصم الأجنبية التي زارها.

فدفع (إسماعيل) هذه الهجمات بجدة، وكلف، هو أيضا، جرائد وكتابا من مريديه، الأخذ بناصره، وتفنيد مزاعم الباب العالي ودحضها، وبيان سخافة اعتبار بعض تلك الأوجه ضارة بمصالح الدولة العلية، في حين أن نفعها ظاهر للعيان: كوجهي تسليح للجيش المصري ببنادق من الطراز الحديث، وبناء الفرقاطات المدرعة الثلاث، فإن في مثل هذين الأمرين من إكساب تركيا قوة وبأسا، فيما لو شبت حرب بينها وبين دولة أخرى، ما يجدر بتركيا شكر مصر عليه، لا تأنيبها وتقريعها.

فكثر بين الناس تداول كتب ونشرات ونبذ: ككتاب «مصر حسب معاهدات سنة 1840 وسنة 1841» لبردئانو، وكتاب «مصر وتركيا» لجاي لساك، وكتاب «مسألة باشا مصر» للوكوڨتش، وكتاب «الخلاف المصري التركي» للوري، وغيرها، وبعضها منتصر لتركيا، والبعض لمصر، حتى جاشت النفوس وهاجت الصدور؛ واحتدم النزاع احتداما بات يخشى معه من شبوب حرب بين التابع والمتبوع، يعيد بها التاريخ نفسه.

فأمرت الحكومة المصرية بترميم الحصون والقلاع والاستحكامات وتحصينها، وتدريب الجيش وتعزيزه؛ واتخذت كل الاحتياطات، التي استدعتها تلك الحال الحرجة؛ وشرع (إسماعيل) يسعى إلى استمالة الدول الغربية إليه، بصفته معتدى عليه، بدون وجه حق؛ ووضع، في الوقت عينه، في مصر من مصارف باريس، 50 مليونا من الفرنكات، توقيا للطوارئ، ولكنه أكد، أيضا، رغبته في الاستمرار على خطته، وعدم احتفاله بإبراق تركيا وإرعادها، بالخطبة التي وجهها إلى اللورد مير في وليمة المنش هوس التي دعته بلدية لندن إليها؛ وهي خطبة هيمنت تمام الهيمنة على سابقتها الملقاة منه في القاعة عينها، لدى أول زيارته للعاصمة البريطانية في صيف سنة 1867 وتجد صورتها في الجزء الخامس من «كنز الرغائب» السابق ذكره ص143.

Unknown page