Misr Fi Qaysariyyat Iskandar
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
Genres
30 (22)، وهي أعظم الثغور التجارية في شرقي البحر المتوسط، وخربها. وقد يحتمل أن يكون «الإسكندر» قد رمى من وراء تخريبها إلى تأسيس ثغر جديد في مصر يكون بمثابة «صور المقدونية»، (23) فيحل في عالم التجارة محل تلك، أو يشرفها منزلة وقيمة.
31
فاختار منزلا يبعد أربعين ميلا عن «نقراطيس»، المستعمرة المصرية الإغريقية، ويتصل وداخلية البلاد بفرع «كنوبس» النيلي
32 (24). أما اختيار الموقع الذي شيدت عليه المدينة، فقط بعث المؤرخين أن يتساءلوا: لم اختيرت القرية المصرية الحقيرة «رقوطيس»
33
لتعمر وتصبح إحدى عواصم الدنيا؟
كان مصب «كنوبس» النيلي، قد اتخذ مرفأ لتفريغ المتاجر القليلة التي كانت ترد مصر عن طريق بحر الروم، الخاضع لأمم أجنبية. ومن بين المصبات النيلية الأخرى، كان المصب «الفلوسي»
34 (25) دون غيره صالحا للملاحة، ولكن لسفن لا تزيد عن سفن الصيد المعروفة حجما، ولا يعزب عنا أن مصب «كنوبس» كان يعتوره حاجز شديد الخطورة على الملاحة؛ فإذا أمكن للسفن التجارية أن تدخل مصب النيل لترسو، أمكن كذلك لسفن الأسطول الحربي المقدوني، أن تجد مرفأ أمينا ترسو فيه قطعه الكبيرة، وقد أصبح من واجبات ذلك الأسطول منذ غزو «الإسكندر» أن يحرس بحر الروم، غير أن دخول السفن مصاب النيل وخروجها منها، والحالات التي كانت تقوم في البر، وكلها غير مواتية، لا من ناحية الصحة، ولا من ناحية الأمن، قد أدت إلى الإحجام عن اتخاذها قواعد بحرية، ولكن عند «رقوطيس»، وعلى بضعة أميال غربا، وقع «الإسكندر » على مرتفع جاف من الحجر الكلسي، يعلو مستوى الدلتا، ويسهل تزويده بمياه صالحة للشرب وافية بحاجات الملاحة، تأتي بها من داخل البلاد قناة يغذيها «النيل». وألفى أن ذلك المرتفع لا يتأثر بالطمي الذي يأتي به فرع «كنوبس»، ويوجهه رأس «أبو قير» إلى البحر، ناهيك بأن هنالك جزيرة إذا وصلها بالبر حاجز خارجي أصبحت بمثابة مرافئ متصلة، تصد الرياح البحرية عن الميناء، مهما اشتد عصفها، وفي أي فصل عصفت. وكان هذا المنزل الموقع الأوحد، الذي يمكن أن يشاد من فوقه ميناء صحي سهل الاتصال بالبحر، تركن إليه الأساطيل المقدونية، وعلى الأخص قطعها الحربية، وكان تفريغ حمولتها، وغاطسها المائي، قد أخذا يزيدان معا في ذلك الوقت.
35
وذكر «إسترابون»
Unknown page