202

Mawsūʿat Mirʾāt al-Ḥaramayn al-Sharīfayn wa-Jazīrat al-ʿArab

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب

Publisher

دار الآفاق العربية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

وعند ما اقترب وقت هلاك قوم لوط الخبثاء أخرج سيدنا لوط من بين الطائفة الخبيثة. ونزلت الملائكة ضيوفا على بيت خليل الله، وبعثت السعادة فى نفس السيدة سارة-رضى الله عنها-بتبشيرها بولادة سيدنا إسحاق باهر السعادة.
ويروى أن هؤلاء الملائكة كانوا اثنى عشر ملكا، وفى رواية أخرى أن الملائكة هم: جبريل وميكائيل وإسرافيل-﵈.
لم يعرف سيدنا إبراهيم أن ضيوفه كانوا الملائكة وقام بنفسه بخدمتهم وتوفير ما يلزمهم وذلك تعظيما لشأنهم.
وأعد لطعامهم عجلا صغيرا سمينا، ولما رأى أن الضيوف لا يمدون أياديهم إلى الطعام علاه الخوف والوهم وبدت عليه مظاهر الخشية والرهبة فخاطبه الملائكة قائلين: «لا تخف يا إبراهيم إنا مرسلون لقوم لوط» (إبراهيم:٧٠)
حينئذ أدرك أنهم رسل مكلفون من عند الله، وصرح الملائكة بحقيقة الأمر وأفهموه أنهم نزلوا من السماء لكى يقهروا ويدمروا قوم لوط الذين زاد فجورهم وبغيهم، كما بشروه بأن السيدة «سارة» ستلد له غلاما سعيد الطالع اسمه إسحاق.
كان هذا الحوار قبل هجرة نبينا عليه أفضل التحية ب ٢٧٩٢ سنة، وفى قول آخر ٢٧٧٣،وفى قول ثالث ب ٢٥٣٨ سنة وفى رابع أنه كان قبل الهجرة ب ٢٩١٢ سنة.
كانت السيدة «سارة» فى ذلك الوقت تقف بجوار زوجها المكرم إبراهيم-﵇-وسمعت ما قاله الملائكة الكرام، ولكنها استبعدت أن يكون لها ولزوجها أولاد، فهى ترى نفسها عجوزا كما أن زوجها شيخ كبير.
فقد كانت فى التسعين من عمرها، وكان سيدنا إبراهيم فى السادسة والتسعين من عمره، ولذلك تبسمت لبشرى الملائكة هذه، ومع ذلك فقد جاءها الحيض، وبعد انقضائه حملت ثم ولدت إسحاق-﵇-بعد عشر سنوات من ولادة إسماعيل.

1 / 207