AUTO مرقاة الوصول في علم الأصول
تأليف
الإمام الحجة القاسم بن محمد عليهما السلام بسم الله الرحمن الرحيم
Page 1
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى،
وبعد:
فإن دين الإسلام زاده الله شرفا وقوى دعائمه هو:
1- كتاب الله.
2- سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
3- ما دلا عليه من الأدلة والأحكام الشرعية.
أما دلالتهما على الأدلة الشرعية فكدلالة الكتاب العزيز على أن العقل حجة حيث قال تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}(الشمس:08) وعلى أن القياس حجة حيث قال تعالى{ومااختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله}(الشورى:10) أي مردود إلى الله والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، وإلى ماجاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول}(النساء:59)، والرد اليهما هو ماذكرناه، وذلك يقضي بأن الرد إلى الكتاب والسنة إذا لم يكن نصا وجب أن يكون ردا الى الأصول منهما بجامع بين الأصل والفرع. ومن قال أن الرد إلى الله وإلى الرسول غير ماذكرنا فقد أتى بالمحال، وحاول إبطال خطاب ذي الجلال. وكدلالة الكتاب والسنة على أن الإجماع حجة، حيث دلت آية التطهير، وأخبار التمسك بالكتاب وأهل البيت عليهم السلام وخبري السفينة. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف فإذا خالفتهم قبيلة من العرب صارت حزب إبليس)ونحوه. وأخبار: (لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين). لإشتمال إجماع الأمة على ذلك فصار حجة فيما له أصل يرجع إليه من الكتاب والسنة.بسم الله الرحمن الرحيم ¶ الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، ¶ وبعد: ¶ فإن دين الإسلام زاده الله شرفا وقوى دعائمه هو: ¶ 1- كتاب الله. ¶ 2- سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ¶ 3- ما دلا عليه من الأدلة والأحكام الشرعية. ¶ أما دلالتهما على الأدلة الشرعية فكدلالة الكتاب العزيز على أن العقل حجة حيث قال تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}(الشمس:08) وعلى أن القياس حجة حيث قال تعالى{ومااختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله}(الشورى:10) أي مردود إلى الله والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، وإلى ماجاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول}(النساء:59)، والرد اليهما هو ماذكرناه، وذلك يقضي بأن الرد إلى الكتاب والسنة إذا لم يكن نصا وجب أن يكون ردا الى الأصول منهما بجامع بين الأصل والفرع. ومن قال أن الرد إلى الله وإلى الرسول غير ماذكرنا فقد أتى بالمحال، وحاول إبطال خطاب ذي الجلال. وكدلالة الكتاب والسنة على أن الإجماع حجة، حيث دلت آية التطهير، وأخبار التمسك بالكتاب وأهل البيت عليهم السلام وخبري السفينة. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف فإذا خالفتهم قبيلة من العرب صارت حزب إبليس)ونحوه. وأخبار: (لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين). لإشتمال إجماع الأمة على ذلك فصار حجة فيما له أصل يرجع إليه من الكتاب والسنة.
AUTO [ عدم حجية الرأي]
| AUTO [ عدم حجية الرأي]
AUTO وليس بحجة في الرأي، لقوله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق
| AUTO وليس بحجة في الرأي، لقوله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق
لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}(الأنفال:68)، لما أجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والموجود من أمته على رأي رأوه في أخذ الفداء من الأسرى، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فرقة يقيسون الأمور برأيهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام). ولما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإن أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر). وذلك دليل على أن الرأي وإن أجمع عليه فليس بحجة.
[دلالة الكتاب والسنة على الأحكام]
وأما دلالتهما على الأحكام الشرعية فهو مادل عليه المحكم من كتاب الله تعالى دون المتشابه، وكذلك السنة لقوله تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه...الآية}(آل عمران:07) فيجب اجتناب المتشابه والعمل بالمحكم لقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}(الإسراء:09) ولأنه قول الله {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} (الأحزاب:4)والكتاب العزيز: هو المشتمل عليه المصحف متواترا. والسنة: ماجاء في خطاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله، وتقريراته مع معرفة الوجه فيهما.
Page 2
AUTO [شروط قبول الخبر أن يكون]
| AUTO [شروط قبول الخبر أن يكون]
1-متواترا في الجميع 2- أو تلقته الأمة بالقبول 3- أو كان راويه عدلاوله في الكتاب شاهد. أما المتواتر فلإفادته العلم، وأما المتلقى بالقبول فلما مر مع خلوه من الرأي، وأما ماوافق الكتاب فلقوله تعالى: {فردوه الى الله}(النساء:59) كما مر. ولأن الكتاب صراط الله، والله سبحانه يقول: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }(الأنعام:153). ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيكذب علي، فما روي عني فأعرضوه على كتاب الله...الخبر). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو مني وأنا قلته). وأما الإعتماد على الظن فيما عدى ذلك فإن الله يقول: {إن الظن لايغني من الحق شيئا...الآية}(يونس:36-النجم:28) ونحوها، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطي ويصيب ولكن ماقلت لكم قال الله فلن أكذب على الله) فإن لم يكن له من الكتاب شاهد فلا يؤمن أن يكون من السبل المتفرقة عن سبيله ولعلمنا بعدم عصمة الآحاد وبوقوع السهو والغلط من المسلمين، وباكتتام المنافقين، وتجريهم على الله وعلى رسوله بالكذب وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).
Page 3
AUTO [اشتمال الكتاب والسنة]
| AUTO [اشتمال الكتاب والسنة]
والكتاب والسنة ورد باللسان العربي لقوله تعالى: {بلسان عربي مبين...الآية}(الشعراء:195) ونحوها. وهو يشتمل على: الحقيقة، والمجاز، والكناية، والمتواطي، والمشكك، والمشترك، والمترادف، وعلى الطلب، ومنه: الأمر، والنهي، وعلى الخبر مطلقا وبمعنى أيهما، والمجمل، والمبين، والمطلق، والمقيد، والعموم، والخصوص، والنص، والظاهر، والمأول. ويشتمل الكتاب والسنة على: الناسخ والمنسوخ، ويقل التعارض، أما في الكتاب والمتواتر فلا تعارض بين القطعيات، وأما ماعدى ذلك من السنة فلإلتحاقه بهما والله أعلم.
فصل
والحقيقة هي: القول الموضوع لمعنى، وهي: أصلية كأسد. وعرفية عامة إن لم يتعين ناقلها كدابة لذوات الأربع، فإن تعين فعرفية خاصة كالنحو. وما وضعه الشارع فشرعية كالصلاة، وشرعية دينية كمؤمن وكافر. والمجاز: القول المستعمل في غير ماوضع له لعلاقة جامعة بينه وبين الحقيقة، كالأسد للرجل الشجاع بواسطة اللإقدام. وهو في الكتاب العزيز نحو قوله تعالى{واخفض جناحك للمؤمنين}(الحجر:88)، وفي السنة نحوقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها). والكناية: ماأطلق اللفظ على المعنى الموضوع له والمراد به لازمه كطويل النجاد.
Page 4
AUTO فصل
| AUTO فصل
ودلالة اللفظ على ماأريد به من المعاني إن كان جملة الشيء فمطابقة نحو قولك: رجل للفرد من الآدميين ويدل على بعضه تضمنا. وعلى صفته نحو كونه ناطقا التزام. ودلالات الخطاب: ماكان موافقا للمنطوق كقوله تعالى{ولاتقل لهما أف}(الإسراء:23)فإنه يدل على تحريم الضرب بالأولى ويسمي فحوى الخطاب. وماكان مخالفا للمنطوق، فالصفة: إن كانت موجبة للحكم مثل {الزانية والزاني} كان من لم يشاركه فيها بخلافه في هذا الحكم. وكذلك مفهوم الشرط: لأنه الباعث على الحكم. ومفهوم العدد: إن كان جوابا لكم، أو كان مازاد عليه محظورا في الأصل، كقوله تعالى:{فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}(النور:02) فالمانع الحظر العقلي، وماسوى ذلك فمسكوت منه لايفهم منه نفي الحكم ولاإثباته، فإن قام دليل على مشاركة المسكوت منه المنطوق به في الحكم عمل به كالربائب اللاتي في غير الحجور وإلا فلا والله أعلم. والمتواطي: مايطلق على كل فرد فرد لأمر مقصود للواضع كرجل للذكر من الإنسان، وجمل للذكر من الإبل. والمشكك: مايطلق على متعدد لمعنى متفاوت كأحمر للقاني وضعيف الحمرة. والمشترك: مايصلح لمعنيين متباينين (كجون للسواد والبياض)، (وقرء للطهر والحيض)، (وعسعس لأقبل وأدبر). والمترادف: لفظان فأكثر لمعنى واحد نحو رجل وإنسان، وقاعد وجالس.
Page 5