فريكيكو .. لا تلمني. ••• - أأنت جاد فيما تقول؟ - طبعا يا عزيزتي. - ولكنك في رأيي لا تعرف الحب. - أريد أن أتزوج كما ترين. - يخيل إلي أنك لا يمكن أن تحب. - أريد أن أتزوج منك، ألا يعني هذا أنني أحبك؟
ثم قلت وأنا أراوغ الغيظ والغضب: وإني كفء للزواج، أليس كذلك؟
بعد تردد قالت: ما قيمة الأرض الآن؟
حملت نفسي مسئولية الموقف المهين ثم مضيت وأنا أقول: سأتركك لتفكري في هدوء. •••
على مائدة الإفطار تم التعارف بيني وبين النزلاء الآخرين. عامر وجدي صحفي متقاعد في الثمانين على أقل تقدير، نحيل مع ميل إلى الطول، وذو صحة يحسد عليها، ووجهه المتجعد الغائر العينين البارز العظام لم يدع للموت شيئا يلتهمه. كرهت منظره، وعجبت كيف يبقى حيا على حين تهلك أجيال من الشباب كل يوم.
طلبة مرزوق لم يكن بالغريب علي. وقد علق عمي ذات يوم بعطف على وضعه تحت الحراسة، ولكني لم أشر إلى ذلك بطبيعة الحال. كنا وما زلنا نتابع أخبار الحراسة بشغف شهواني مخيف كأفلام الرعب. وقد سألني: من آل علام بطنطا؟
أجبت بالإيجاب، وبسرور خفي، فقال: عرفت والدك. كان مزارعا ممتازا.
ثم التفت إلى عامر وجدي - وكان يغادر المائدة - وقال ضاحكا: ولم يقع - رحمه الله - طويلا تحت تأثير المهرجين.
ولما أدرك أنني لم أفهم ما يعنيه قال: أقصد الوفديين.
فقلت بعدم اكتراث: مدى علمي أنه كان وفديا عندما كانت البلاد كلها وفدية.
Unknown page