يروي عن محمد بن محبوب (رحمه الله) أنه قال: كان سليمان بن عبد العزيز أمام حضرموت من الأئمة الكبار، وكان يعيب على أهل عمان ثلاثا(1): قتل الصقر بن محمد الجلندائي، ويقول: إن كان دمه قد حل عندهم فيقدمونه ويقتلونه صبرا، ويعيب عليهم: أن الإمام؛ إذا ولي الأمر عمد إلى بني عمه، وأهل بيته فولاهم، وينبغي له أن يولي أفاضل المسلمين، ويعيب عليهم الشراب لأنهم يحلون النبيذ(2) وأهل خراسان يحلونه، وقال أبو محمد (رحمه الله): ترك القائمون بعمان ثلاثة أشياء: الوزارة ينبغي للإمام أن يكون معه وزراء مؤتمنون ثقاة يشيرون عليه بالأمر؛ فقد ترك ذلك. والخطبة: لا ينبغي أن يخطب الناس إلا رجل ثقة يؤمنون على دعائه. والتعديل: قد صار وراثة لا ينظرون له أهل الفضل والورع.
وقيل: إن المختار لما ظهر على المدينة؛ دخل على قبر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وسلم عليه، وعلى صاحبيه، وشكا إليه ما يفعله [أهل] هذه الأمة من بعده والله أعلم، وبالله التوفيق.
***
القول الرابع
في العقل، والعاقل، والقلب والفؤاد
ومعرفة ذلك
وقيل: إن أفضل ما أنعم الله به على العبد - العقل، لأنه يعرف به الحسن من القبيح، ويحب به الحمد والذم، ويلزمه به التكليف؛ لأن الله تعالي إنما خاطب العقلاء لما يعقلون.
Page 45