فإذا عرف هذا فعليه الاعتقاد بالقلب، واللفظ، واللسان، والعزيمة على الجوارح، وأن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا (صلي الله عليه وسلم) عبده، ونبيه، ورسوله إلى كافة العالمين؛ من الجن والإنس أجمعين، كما وجد ذلك في كتاب الله تعالي، وقامت عليه الحجة من أهل زمانه، بما يسمع من قولهم، ويري من فعلهم.
ويعتقد أن ما جاء به محمد النبي (صلي الله عليه وسلم) عن الله تعالي؛ فهو الحق المبين، من وعد ووعيد، وجنة ونار، وحساب وعقاب، وأن وعد الله حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن نعيم أهل الجنة لا يبيد ولا يفني ولا يبلي، وأن عذاب أهل النار إلى غير غاية ولا انقضاء، ولا إلى أجل ولا انتهاء، وأن من عمل بطاعة الله، وتجنب معاصيه فله من الله الرضا، ورضاء الله الجنة" وأن من عمل بمعاصي الله تعالي، ولم يجتنب ما حرم الله ومات غير تائب من ذلك إلى الله - فله من الله السخط وهو النار.
وعليه أن يعتقد الإيمان بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، وأنبيائه، من عرفه منهم، و [من] لم يعرفه، سمع به أو لم يسمع به، وأن جميع أولياء الله تعالي - من الأولين والآخرين - أولياؤه، وجميع أعداء الله - من الأولين والآخرين - أعداؤه، وأن إبليس (لعنة الله وأخزاه)، وجنوده وأولياؤه، ومن أطاعه، وأصر على المعصية كإصراره - هو عدو الله، وملائكته ورسله، وجميع أوليائه من الأولين والآخرين إلى يوم الدين - هم أعداؤه.
وأن آدم النبي (صلي الله عليه وسلم)، وجميع الأنبياء، والمرسلين، وجميع التائبين المؤمنين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين - هم أولياؤه.
Page 42