وقال أنس بن مالك: ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، وكان نبيكم (صلي الله عليه وسلم): حسن الوجه، حسن الصوت؛ غير أنه لا يرجع في قراءته.
وعن أم سلمة قالت: كان النبي (صلي الله عليه وسلم) يقطع قراءته حرفا حرفا، وقالت عائشة: كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم): يرتل قراءته، آية، آية.
وقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "من قرأ القرآن طاهرا؛ حتى يختمه غرس الله له شجرة في الجنة؛ لو أن غرابا فرخ في ورقة منها، ثم نهض يطير؛ لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة من الشجرة". وقيل: إن عمر الغرب ألف عام.
وقال أبو عبد الله: "من كان يقرأ في المصحف، فانتفض وضوؤه، فأطبقه فلا بأس، وإن أطبقه له غيره، ممن هو على وضوئه؛ فهو أحسن، وقال المفضل: لا بأس على من يقرأ القرآن، ما لم يتغوط، أو يكون جنبا".
ولا يتكلم القارئ حتى يفرغ من قراءته، ولا يضحك عند قراءته، ولا يلغو، ولا يلهو؛ فيكون من المستهزئين بكتاب الله تعالي، ومن قعد في ماء يستره إلى حلقه، ولا ثوب عليه فلا بأس عليه أن يقرأ القرآن، وهو كذلك.
فصل:
والقرآن حجة على من تلي عليه، ولو كان التالي له صبيا، أو ذميا، إلا أن الشيخ أبا محمد (رحمه الله) قال: ..... حتى يسمع ثلاث آيات على قول وعلى قول؛ إذا كانت منتظمة ينظم يخرج من كلام الناس من الآيات المنتظمات مثل قوله تعالي: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "، وأما قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة" فلا يكون حجة.
Page 230