218

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

وقال أبو سعيد (رحمه الله) سمعت أنه قيل: أول ما أرسل به رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قوله تعالي: " يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر " والمدثر: هو النائم، " وثيابك فطهر " قيل كانت ثيابه نجسة، فأمر بطهارتها، وقيل: أراد بالثياب: القلب، " والرجز فاهجر " الشيطان، وقيل الشرك.

وقال أبو سعيد (رحمه الله) في قوله تعالي: " الشيطان يعدكم الفقر " ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه، وفضلا: أن الفضل هاهنا العني في الدنيا، والمغفرة في الآخرة، وقال في قوله تعالي: " إن شانئك هو الأبتر "( (1) ) : أي أبتر من خير الدنيا والآخرة، وسئل عن قوله: "طه" قال: أحسب أن بعضا يقول: يعني بها النبي (صلي الله عليه وسلم) يا رجل؛ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي، وبعض يقول: طه - مكة. وقال في قوله: " رقيب عتيد " أي شهيد حفيظ.

وأعلم أن كل موضع من كتاب الله تعالي "ذلك" فبمعني هذا، وكل موضع فيه "كل ذلك" فهو هكذا. وكل موضع فيه "أولئك" فهو هؤلاء.

وقال الله تعالي: " وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار " ؛ فاللام من لما صلة، والمعني فيه "ما يتفجر، وأن منها لما يهبط من خشية الله" اللام في لما صلة أيضا؛ وقوله تعالي: " ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا " يعني: لقد كان، وكذلك بمعني إن كادوا.

وعن أبي سعيد (رحمه الله) في قوله تعالي: " لإيلاف قريش، إيلافهم " الآية. قال: أمرهم الله أن يتألفوا على طاعته، وعبادته؛ كما يتألفون لرحلتهم في الشتاء، والصيف. لأنهم كانوا يمتارونهم من الشام، ويرحلون لشتاء رحلة، وللصيف رحلة، وقال: بعض هذا قسم أقسم بالله به.

Page 221