168

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

فقال بعض أهل العلم: إن بالقرآن سبعة أحرف وعد، ووعيد، وحلال وحرام، ومواعظ، وأمثال، واحتجاج، وقال بعضهم: حلال وحرام، وأمر ونهي وخبر ما كان قبل، وخبر ما هو كائن بعد، وأمثال، وقال قوم: هي سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن؛ لأنه لا يوجد فيه حرف واحد: قرئ على سبعة أحرف، وقال قوم: هي سبع لغات في الكلمة.

وقد قال أهل العلم في هذا المعني، وأكثروا، وبينوا معاني قولهم بالاحتجاج الصحيح وهو معروف في آراهم.

وقد قالوا فيه بما يحتمل جوازه؛ ألا تري أن الألفاظ قد تحتلف، ولا يختلف المعني باختلاف الألفاظ.

والاختلاف على وجهين: اختلاف تغاير، واختلاف تضاد؛ وليس ذلك في شيء من كتاب الله تعالي؛ إلا في الأمر والنهي من الناسخ، والمنسوخ.

واختلاف التغاير جائز، وذلك مثل قوله تعالي " وادكر بعد أمة " يضم الألف، والتشديد [للميم]: أي بعد حين " بعد أمة " بفتح الألف. والتخفيف [للميم]، وتبين الهاء: أي بعد نسيان، إلا أنه قد يجوز أ، يكون قد اجتمع المعنيان ليوسف (عليه السلام).

وكذلك قوله: " إذ تلقونه " بالتخفيف، وسكون اللام، " تلقونه "بالتشديد، وفتح اللام، ولأنه قد يجوز احتماع المعنيين فيهم؛ لأنهم قبلوه، وقالوا: إنه كذب.

وكذلك قوله تعالي: " باعد بين أسفارنا " على الخبر، وبعد على الدعاء، وكذلك قوله: " لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض " بفتح التاء، وضمها لأن المعنيين صحيحان، وأشباه هذا كثير.

فصل:

والقرآن دليل بنفسه، معجز بعجيب نظمه، لا يقدر الخلق على أن يأتوا بمثله، لأن رسول الله (صلي الله عليه وسلم): جاء به قواما كانوا هم الغاية في الفصاحة، والعلم باللغة، والمعرفة بأجناس الكلام: جيدة ورديئة.

فشتم آباءهم، وأسلافهم، وقبح أديانهم، وضعف اختيارهم، وهم أهل الجنة والأنفة، والخيلاء، والعصبية.

Page 171