158

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

ثم أمر الخليفة بنزع القيد عن الشيخ، فلما نزع منه، ضرب الشيخ بيده إلى القيد ليأخذه، فجاذبه الحداد عليه، فقال الخليفة: دع الشيخ يأخذه، فأخذه فوضعه في كته.

فقال الخليفة: يا شيخ. لم جاذبت الحداد عليه؟ قال: لأني نويت أن أتقدم [به] إلى من أوصي إليه: إذا أنا مت أن أجعله بيني وبين كفني؛ حتى أخاصم به هذا الظالم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة. وأقول: يا رب. سل عبدك هذا. لم قيدني، وروع أهلي، وولدي، وإخواني من غير شيء أو جب ذلك علي.

وبكي الشيخ، وبكي الخليفة، ثم سأله الخليفة أن يجعله في حل وسعة بما قاله، فقال الشيخ: والله يا أمير المؤمنين: قد جعلتك في حل في أول إكرام لرسول الله (صلي الله عليه وسلم)؛ إذ كنت أنت من أهله.

فقال الخليفة: لي إليه حاجة، فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت قال: تقيم معنا ننتفع منك، وننتفع منا، فقال الشيخ: إن ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك، لأني إذا وصلت إلى أهلي وولدي وإخواني: كففت عنك دعاءهم عليك، لأني خلفتهم على ذلك.

وأستأذنه في الخروج فأذن له وسلم عليه.

وسقط ابن أبي داود من عين الخليفة، ولم يمتحن بعد ذلك أحدا من العلماء بمقالته، ورجع عن قوله: إن القرآن مخلوق. والله أعلم وبه التوفيق.

***

القول السابع عشر

في الرد على من يدعي الزيادة، والنقصان في القرآن

Page 161