148

Minhaj Talibin

منهج الطالبين

Genres

يقال لمن زعم أن صفات الله محدثة مخلوقة أخبرونا عن الصفة ما هي؟ فإن قالوا: هي الكلام الذي يتكلم به الناس من قولهم: الله والسميع، والبصير وجميع الأسماء. وقيل لهم: إن الكلام لم يختلف فيه أحد أنه محدث مخلوق، وأنه فعل العباد وإن كان معناك أن الصفة هي الكلام؛ فإن الكلام فعل العباد، والعباد يعقلون اسم الله في كل أحوالهم.

وفي قود هذا القول؛ أنه لا يجوز لأحد أن يقول: الله لم يزل، ولا علم، ولا سميع، ولا بصير، ولا جميع صفاته؛ لأن الصفات في قولك: هي الفعل، والفعل محدث والفاعل أقدم من فعله؛ فقد كان الخلق ولا صفة لله؛ إذ وصفته هي أفاعيلهم في قولك.

فإن قال قائل: اسمه غير فعل، فيقال [له]: ما دليلك على أن ثم اسما غير ما تسمع من قول القائل: الله، والعليم، والرحمن وصفاته أنه لم يزل؟ فإنه لا يجد دليلا حتى يرجع فيقول: إنه لم يزل الله وهو العليم الرحمن السميع؛ فإنه لا يجد دليلا حتى يرجع؛ فيقول: لم يزل الله، وهو العليم الرحمن، السميع، وجميع صفاته.

فيقال: في قود قولك: أو صفاته غير أنه لم يزل، ومعه غيره؛ لأنك زعمت أن الله لم يزل، وهو الله السميع العليم الرحمن، وجميع صفاته؛ إذا زعمت أنه غيره، لأن الأصل: [هو] ما أجمع عليه أهل الصلاح - أن الله قديم، وأن ما سواه محدث؛ فتفهموا ما وصفت تجدوه نتيرا سهلا.

Page 151