172

============================================================

(177) متهاج القاصدين وشفيد الصادقين الفصل الثالث في القابض وأسباب استحقاقه ووظائف قبضه اعلم أنه لا يستحق الزكاة إلا حر مسلم ليس بهاشمي وفي المظلبي روايتان.

ويكون في المستحق صفة من أوصاف الأصناف الثمانية المذكورتين في القرآن:.

الصنف الأول: الفقراء، وهم الذين يقدرون على ما يقع موقعا من كفياتهم، وهم أشد حاجة من المساكين، فيدفع إليهم ما يسد حاجتهم(1).

الصنف الثاني: المساكين، وهم الذين يقدرون على معظم كفايتهم فيدفع إليهم ما تتم به الكفاية، ولا يخرج المسكين عن المسكنة دار يسكنها وأثاثها مما يحتاج اليه وثوب يستره على قدر حاله، وكتب العلم التي يحتاج إليها، فإن حكمها حكم الأثاث المحتاج إليه.

الصنف الثالث: العاملون عليها، وهم الشعاة الذين يجمعونها، ومن شرط الساعي أن يكون بالغأ عاقلا أمينا، ويجوز أن يكون غنيا أو عبدا أو من ذوي القربى؛ لأن ما يأخذه أجرة معلومة يقاطعه(2) الإمام عليها، وهل يجوز أن يكون كافرا؟ فيه روايتان عن أحمد.

الصنف الرابع: المؤلفة قلوبهم، وهم السادة المطاعون في عشائرهم، وهم ضربان: كفار ومسلمون؛ فأما الكفار، فضربان: من يرجى إسلامه، ومن يخاف شره، فيجوز أن يتألفهم بمال الزكاة إن كان في ذلك مصلحة للإسلام في أشهر الروايتين، ونقل حنبل أن حكمهم انقطع.

وأما مؤلفة المسلمين، فعلى ضروب: منهم من له شرف يرجى بإعطائه إسلام نظيره، ومنهم من يشك في خسن إسلامه، ويرجى بإعطائه تقوية إيمانه ومناصحته في الجهاد، ومنهم قوم في أطراف بلاد الإسلام إن أعطوا دفعوا عن المسلمين، (1) في (ظ): "خلتهم".

(2) قاطع فلان فلانا على كذا وكذا من الأجر والعمل، أي: ولاه إياه بأجرة معينة.

Page 172