============================================================
164/ رع العبادات (كتاب أسرار الزحاة ومهماتها والثاني: حق نفسه، فإن الذي يقدمه هو الذي يلقاه في القيامة، فينبغي آن يختار الأجود من ماله لنفسه.
وأما أحبه إليه؛ فقد قال تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران: 92]، أخبرنا عبد الأول، قال: أخبرنا الداودي قال : أخبرنا ابن أغين قال : أخبرنا الفربري قال: أخبرنا البخاري قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن اسحاق بن عيد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالأ من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي لة يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت: أن تثالوا آلبر حتى تنفقوا مما تحبود قام أبو طلحة فقال: يا رسول الله: إن الله يقول: للن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب الأموال إلي بيرحاء، وانها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله. فقال: لابخ ذاك مال رابح أو رائخ" شك ابن مسلمة "وقد سمعث ما قلت وإني أرى لك أن تجعلها في الأقربين" قال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. أخرجاه في الصحيحين(1).
وفي أفراد مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه أتى النبي فقال: يا رسول الله أصبث أرضا لم أصب مالا أحب إلي ولا أنفس عندي منها، فقال: "إن شئت تصدقت بها" فتصدق بها عمر(2).
قال نافع: وكان ابن عمر إذا اشتد غجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل، وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فريما شمر أحذهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله انخدعنا له. قال نافع: ولقد رايتنا ذات عشية وراح ابن غمر على نجيب (3) له قد أخذه بمال، فلما أعجبه سيره (1) أخرجه البخاري (1461)، ومسلم (998).
2) اخرجه مسلم (1632).
(3) النجيب: الكريم من الإبل.
Page 169