============================================================
أحذهما : السلامة في الدارين .
والثاني : الملك في الدارين.
أما السلامة : فإن الثنيا وفتنتها وآفاتها وغوائلها بحيث لم يسلم منها الملائكة المقربون، فقد سمعت حديث هاروت وماروت(1)، حتى روي : أنه اذا غرج بروح العبد إلى السماء. . تقول ملائكة السماوات متعخبين : كيف نجا هاذا من دار فسد فيها خيارنا ؟!
وإن الآخرة في أهوالها وشدائدها بحيث تصرخ فيها الأنبياء والؤسل عليهم السلام : نفسي نفسي ، لا أسألك اليوم إلأ نفسي ، حتى روي : (أنه لو كان للرجل عمل سبعين نبيا. . لظن أنه لا ينجو)(2) .
(4 فمن أراد أن يسلم من فتن هلذه الدنيا ، فيخرج منها بالإسلام سالما لا تصيبه فتنةآ من أهوال هلذه ، فيدخل الجنة سالما لا تصيبه نكبة. . أيكون ذلك أمرا هينا؟1 وأما الملك والكرامة : فإن الملك نفاذ التصؤف والمشيئة ، وإن ذلك بالحقيقة في الدنيا لأولياء الله عز وجل وأصفيائه، الواضين بقضائه، فالبر والبحر والأرض لهم قدم، والحجر والمدر لهم ذهث وفضة ، والجن والإنس والبهائم والطيور لهم مسخرون، لا يشاؤون شيئا إلأ وهو كائن لهم؛ لأنهم لا يشاؤون(3) إلأ ما شاء الله ، وما شاء الله كائن ، ولا يهابون أحدا من الخلق ويهابهم كل الخلق ، ولا يخدمون أحدا إلأ الله ويخدمهم كل من دون الله ، وأنى لملوك الدنيا بعشر معشار هلذه الؤتبة ، بل هم أقل وأذل ؟!
وأما ملك الآخرة : فيقول الله تعالى : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيزا}، وأعظم بما يقول فيه رث العزة : إنه ملك كبير ! وأنت تعلم أن الذنيا بأسرها
Page 277