============================================================
وأما جلال الملك وعظمئه : بحيث إن الملائكة المقربين الأبرار قائمون له بالخدمة آناء الليل والنهار، حتى إن منهم من هو منذ خلقه الله تعالى في قيام ، ومنهم من هو في ركوع، ومنهم من هو في سجود، ومنهم من هو في تسبيح وتهليل، فلا يتم القائم قيامه، ولا الراكع ركوعه، ولا الساجذ سجوده، ولا المسبح تسبيحه، ولا المهال تهليله، مادا به صوته إلى نفخة الضور، ثم لما فرغوا من هذذه الخدمة العظيمة.. نادوا بأجمعهم : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وهذذا سيد المرسلين وخير العالمين أعلم الخلق وأفضلهم محيد صلى الله عليه وسلم يقول : "لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك "(1) ، يقول : أنا لا أقدر أن أثني عليك ثناء أنت له أهل، فضلا عن أن أعبدك كما أنت له أهل.
وهو الذي يقول : " ليس أحد يدخل الجنة بعمله" ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته "(2).
وأما النعم والأيادي : فكما قال الله تعالى : { وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) وعلى ما روي : " أنه يحشر الناس على ثلاثة دواوين : ديوان الحسنات، وديوان السيئات، وديوان النعم، فتقابل الحسنات بالنعم، فلا يؤتى بحسنة الأ وئؤتى بنعمة، حتى تعم الحسنات النعم ، وتبقى المييات وألذنوب، فلله تعالى فيها المشيئة "(3).
Page 246